بنيتي الحبيبة وزوجة ولدي الذي مهجة قلبي والشمعة التي اضاءت دروب حياتي.. تذكري أنك تزوجت الآن شخصا حملته وهنا على وهن (تسعة أشهر) وتلذذت بهذا العناء لانه يذكرني بقطعة من كبدي تضمها احشائي.. وعند الولادة امتزجت صرختي بصرخته وهو يستقبل الدنيا. تجرعت كأس آلام المخاض فكان سلسبيلا بالرغم من انه اشبه بلحظات الاحتضار وعندما فصل بين جسدي وجسده بقطع الحبل السري اقسمت على نفسي وقتها ان تلتحم روحي بروحه مدى الحياة. زوجة ولدي وبنيتي: انك لن تستطيعي ادراك ما اعني ولن تلمسي حقيقة مشاعري الا بعد ان تقفي موقفي ويخرج مهجة كبدك من حضنك ومن بين حنايا اضلعك الى بيته.. عندها تستطيعين فهم مشاعري ولكنها سنة الحياة وهذه امنيتي واملي وحلمي ان اراه سعيدا في بيته ابا عطوفا وزوجا كريما وواصلا لرحمه، ولا تعتقدي يوما ان أما تكره سعادة ولدها بل هي تحب من يحب فكوني انت راحته وسعادته.. كلي ثقة في أنك ستكونين عند حسن ظني بك مثالا للزوجة الصالحة الراعية في بيتها.. المدبرة الحكيمة العقلانية التي تجعل من بيتها جنة ترفرف فيها طيور الهناء، ولا تكوني كبعض الزوجات - هداهن الله - اللاتي يستحوذن على ازواجهن ويستأثرون بهم.. قاطعات الرحم لا يتركن للازواج وقتا لزيارة من كانوا يوما جزءا منهم ويمنعنهم من زيارة اهاليهم. ثقي في ان التي تتربع في قلب زوجها هي التي تحتل قلوب اهله فتمتلك مفاتيح محبتهم واحترامهم وتشعرهم بانها جزء منهم يسؤها ما يسؤهم ويضرها ما يضرهم ويسعدها ما يسعدهم، ولا تكوني من اللاتي يطعن من الخلف بلسانهن وافعالهن الواقعات في مستنقع الانانية والمعصية يحجبن اطفالهن عن جداتهن واهلهن ويمنعن ازواجهن عن زيارة امهاتهن فيكسبن اثم قاطع الرحم وغضب الرب. اتمنى ألا تنسي يابنيتي ان زوجك واولادك ثمرات من تلك الشجرة التي وضعت تلك الثمار وقدمتها بكل حب ورضا، كوني الواصلة لا القاطعة لتكسبي لا لتخسري فخسارة رضا الله مهلكة، تذكري يا حبيبتي ان الجزاء من جنس العمل وان ما تقدمينه ستجدينه لاشك في ابنائك وزوجاتهم، ضعي نصب عينيك ان حماتك بمثابة والدتك ليتحقق الانسجام والتناغم، وتأكدي ان حب ام زوجك من حب زوجك، فمهما كان الزوج يحب زوجته فانه في اعماق نفسه لا يستطيع الاستمرار في تقدير زوجة تكره امه.. وصدقيني ان الزوج قد يتغاضى عن بعض هفوات زوجته في حقه ولكنه لا يمكن ان ينسى اساءتها لأمه. ولا تنسي ان الام هي الاحق بحسن الصحبة والمعاملة كما أوصى بذلك المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام. ولا اقول ان جميع الحموات كاملات لان الكمال لله.. فيهن للاسف اللاتي يتشددن ويسيطرن لاحساسهن بان قطعة من كبدهن بعد طول الرعاية والعناية والعطاء بلا حدود تأتي فجأة امرأة اخرى تستولي عليها وتخطفها.. وينتابهن احساس بان هذا الابن سوف ينسى كل تضحية قدمتها فتشدد تجاه هذا الموقف الذي ينتقل فيه الابن من رعايةوحضن الام الى كنف زوجته لأنهن لا يستوعبن تعدد الادوار التي تمر بنا في الحياة فيلعبن دور الحماة المتسلطة.. واقول لكل حماة: ان الحياة عطاء وتضحية وليست سيطرة وتسلطا.. وللزوجات: عليكن باحترام امهات ازواجكن لان لهن حقوقا واولها تقديرهن وتوقيرهن ويعتبر ذلك جزءا من البر بالزوج وينعكس عليه في عمله كزوج وأب وراعي اسرة.. وفقك الله وجعلك قرة عين لي ونعمة لزوجك وابنائك، والسلام. والدة زوجك وأمك الثانية التي تتمنى سعادتكما. أم الخير الشريف محمد مكي