أنقذ ولي العهد البحريني محادثات المصالحة من على حافة الهاوية، بتنظيم اجتماع مع المعارضة، في حين أنعش تعيين مندوب ملكي والاتفاق على موضوعات لمحادثات جديدة بعض الآمال في تحقيق تقدم. لكن ضعف الثقة بين المعارضة والحكومة لا يزال شديدا. وقالت الحكومة في وقت سابق هذا الشهر: إنها ستعلق المحادثات مع جماعات المعارضة التي قاطعت العملية منذ سبتمبر بعد اعتقال عضو كبير بالمعارضة. لكن ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، اجتمع بشكل مفاجئ الاسبوع الماضي مع شخصيات، منها الشيخ علي سلمان زعيم جمعية الوفاق الوطني، وهي جماعة المعارضة الرئيسية. وقال خليل مرزوق، العضو الكبير بجمعية الوفاق الذي دفع اعتقاله في سبتمبر المعارضة إلى مقاطعة المحادثات قبل الإفراج عنه بكفالة: إن الاجتماع جعله يشعر بتفاؤل حذر. وأبلغ رويترز في البحرين، أن المعارضة ليست منبهرة بالتغيير، لكنها منفتحة على الحل ومستعدة للمشاركة. وتلقي كل من الحكومة والمعارضة باللوم على الطرف الآخر في الجمود السياسي. وقال مسؤولون بالمعارضة ومصادر موالية للحكومة: إن الطرفين اتفقا في أحدث جولة من المحادثات على خمس قضايا رئيسية كأساس للمناقشات. ويشمل ذلك: موافقة البرلمان على الحكومات التي يعينها الملك البحريني، ودراسة سلطات وتشكيلة مجلس الشورى والدوائر الانتخابية، وتعزيز استقلال القضاء، وقضايا متعلقة بالشرطة والأمن. وتتناول القضايا الخمس، الشكاوى الرئيسية للمعارضة من الحكومة. وقال مرزوق: إن المحادثات ستكون ثنائية، وإن نائب رئيس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، العضو الكبير سيكون على الأرجح ممثل الحكومة في المحادثات المستقبلية. وأكدت المتحدثة باسم الحكومة وزيرة شؤون الإعلام سميرة رجب، تعيين الشيخ خالد قائلة: إن هناك توافقا على اختياره. وقالت جمعية الوفاق: إن أول اجتماع ثنائي بين المعارضة ووزير الديوان الملكي البحريني عقد يوم الثلاثاء. وقال مرزوق: إن الهيكل العام للمحادثات الذي يتضمن إشراف ولي العهد البحريني ووجود الشيخ خالد، مقبول من المعارضة كتمثيل للعاهل البحريني. وشملت محادثات دائرة مستديرة العام الماضي، مسؤولين حكوميين وأعضاء بالمعارضة وأحزابا موالية للحكومة، دون وجود ممثل للعاهل البحريني الذي ترجع إليه الكلمة النهائية في الأمور السياسية. وقال مسؤول بحريني طلب عدم الكشف عن اسمه: "للأسف في العام الماضي كانت هناك أحزاب لم تكن ترغب في الاستماع إلى القضايا الحقيقية ومناقشتها. كان كل ما هنالك.. قال وقالت. لم يتمكنوا حتى من الاتفاق على جدول أعمال". وأضاف المسؤول أن الديوان الملكي البحريني سيعقد اجتماعات ثنائية مع المعارضة والممثلين الآخرين؛ للاتفاق على جدول أعمال محدد. وأضاف المسؤول: "مشاركة الديوان تعني التحدث مع الملك البحريني مباشرة. أعتقد أن طريقة المحادثات الجديدة هذه إيجابية".