كيف امكن حفنة من الاشخاص يتحركون بزعم الدفاع عن الديموقراطية ان يساهموا في اغراق الجزائر في مثل هذه الوحشية.الدليل كتاب صدر حديثا بعنوان "فرنسا-الجزائر، جرائم واكاذيب دولة" يسعى فيه صحفيان لكشف "اسرار عائلية" لا تزال طي الكتمان بين البلدين، فيشيران الى "التواطؤ الناشط لفرنسا الرسمية" في "حرب الجزائر الثالثة" التي اوقعت نحو مئتي الف قتيل منذ العام 1992.والكتاب هو ثمرة تحقيقات اجراها الصحافي المستقل الوناس عقون وجان باتيست ريفوار الصحافي في قناة كانال بلوس الخاصة على مدى ثماني سنوات، سعيا للاثبات ان فرنسا لزمت موقفا يخدم مصالح السلطات الجزائرية.وتساءل الكاتبان "كيف امكن صانعو القرار الذين بالكاد يمثلون حفنة من الاشخاص يتحركون بزعم الدفاع عن الديموقراطية في وجه الخطر الاخضر، ان يساهموا في اغراق البلاد في مثل هذه الوحشية، مفيدين من تواطؤ ناشط من جانب فرنسا الرسمية؟" واستعرض الصحفيان كل عمليات اغتيال الفرنسيين ولا سيما الاباء البيض في تبهيرين وعملية احتجاز الرهائن في طائرة ايرباص الفرنسية عام 1994، فاشارا الى التباس الموقف الفرنسي من "اتفاقات روما" الموقعة في يناير 1985 والتي فتحت حوارا بين الاحزاب الجزائرية بما فيها الجبهة الاسلامية للانقاذ. ويؤكد الصحفيان ان الحكومة الفرنسية اعطت تعليمات بلزوم السرية بشأن التضليل الاعلامي الذي قامت به السلطات الجزائرية. وجاء في الكتاب ان الرئيس السابق فرنسوا ميتران "تنازل امام ضغوط الجزائر" واكتفى بتوجيه "دعوة خجولة الى القادة الجزائريين حتى لا يتجاهلوا كليا القرارات" بشأن حوار بين الاطراف من اجل وضع حد للحرب الاهلية.وكتب الصحفيان "لن يعود اي مسئول سياسي (فرنسي) عمليا يجرؤ على انتقاد النظام الجزائري، وكأنهم ادركوا في الحقيقة ان العاصمة الجزائرية تقف خلف الاعتداءات" (اعتداءات 1995 في فرنسا). واعتبرا ان اغتيال المغني القبلي الوناس معطوب عام 1998 تم "بتوصية من احدى المجموعات الحاكمة" و"نسب كذبا الى الجماعة الاسلامية المسلحة"، وفق رواية تبنتها باريس. ويؤكد الصحافيان ان فرنسا لا تزال حتى اليوم "تدعم هؤلاء المسئولين الجزائريين الكبار" الذين كذبت بشأنهم. "فرنسا-الجزائر، جرائم واكاذيب دولة" للصحافيين الوناس عقون وجان باتيست ريفوار، صدر عن دار "لا ديكوفيرت" في 664 @@ الاندبندنت