غير الإسلام مجرى التاريخ ورفع شأن الأمة الإسلامية وارتفع بها من حضيض الجهل الى علياء العلم والنور والحضارة ، وما كان لهذا التحول العظيم أن يكون لولا التزام المسلمين بالحق والدعوة إليه .. الحق في الإيمان ، العبادة ، المحبة ، الرحمة ، التسامح ، العمل ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقول اللين والكلمة الطيبة والحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن لم ترتفع راية الإسلام يوماً باستباحة الدماء المعصومة بالاسلام او بالعهد والامان وتدمير الأموال والممتلكات العامة والخاصة وترويع الآمنين .. ولا بالكذب والخيانة والغدر وشق عصا الطاعة على ولي الأمر ، والخروج عن جماعة المسلمين ، ولا بالقول على الله بغير علم. @ وهذا بعض ما فعلته الطغمة الباغية في عدوانها على المقر السابق للأمن العام في الرياض حيث سقط كثيرون بين شهيد وجريح في ضربة يائسة سبقتها ضربتان في مجمعات سكنية مدنية ولم يراعوا في الثانية حرمة شهر الرحمة والغفران!! وبهذه الممارسات الدموية تركت هذه الفئة الضالة والمضللة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وراءها ظهرياً فخططت لهذه الأعمال الإجرامية ونفذت بدم بارد!! @ وذلك أمر يقع في النفس لأول وهلة موقع الدهشة والاستغراب لكن عندما يتمعن الإنسان بفكرهم الهدام وبراعتهم .. ومن يقف خلفهم في تشويه الحقائق ، واختلاق الأكاذيب ، وتحريفهم الكلم عن مواضعه والاستدلال بالآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة على غير وجهها الصحيح ، وكيف يلبسون الحق بالباطل ويكتمون الحق وهم يعلمون .. وقتها يدرك حديث الإفك الذي يرددونه وتخبط هؤلاء الدمويين في عبثهم المجنون راكبين رؤوسهم ومندفعين الى مواصلة منهجهم الإرهابي بعد أن سقطت أقنعة الزيف والخداع والادعاءات الكاذبة عن وجوههم الكالحة !! @ والاسئلة الحيرى التي يرددها كل محب للوطن وغيور عليه : كيف تأدلجت هذه العقليات حتى أصبحت لا تتورع عن استحلال المحرمات دون وجه حق وارتكاب أكثر الجرائم بشاعة في سبيل الوصول الى أهدافها الشريرة ؟ وهذا الكم الهائل من الجرأة على الله والغرور الذي يعمي ويصم عن نهج الإسلام الصحيح وحقائق الإيمان الصارخة ؟ وكيف استشرى هذا الفكر الهدام في غفلة من الزمن ؟ كيف تركنا هذا الضلال ينمو في مجتمعنا تحت راية الإسلام؟ @ وكيف يمول من ( يرجو الله والدار الآخرة ) الارهابيين بالمال ويمونونهم بالسلاح والمتفجرات لقتل مسلمين موحدين مدنيين وعسكريين وترويع الآمنين في بلد الأمن والأمان ؟ الا يرعوي هؤلاء الذين يقفون وراء هذا الفكر الهدام في الداخل والخارج ويدعمونه بالفتاوى الباطلة والتحريض المقيت ؟ والى متى يلتزم بعض أئمة وخطباء المساجد وطلاب العلم الشرعي الصمت وكأن الأمر لا يعني الاسلام والوطن من قريب او بعيد ؟ ولماذا يدعون في القنوت اخبات وتبتل لاخواننا في العراق وافغانستان والشيشان وغيرها بالنصر والتمكين ولا يرفعون اكف الضراعة لله جلت قدرته بالدعاء على هؤلاء المجرمين ؟ ألا يحسبون حساباً ليوم الوقوف بين يدي رب العالمين ؟ والى متى نحسن الظن بمن يتظاهر بالورع والتقوى ويعمل باطناً مع خفافيش الظلام لتحقيق اهداف شريرة لا تستند على دين او حق ؟ @ واخيراً وليس بأخير ان مما يعزز الثقة بالنفس بعد الله بأن هذه الموجة الخبيثة الهدامة الى زوال باذن الله ما يُرى ويُسمع من مواقف الولاء والوفاء للقيادة والوطن والالتحام والتضامن للحفاظ على الوحدة الوطنية ومكتسبات الوطن والالتفاف حول القيم والمثل الاسلامية السامية التي قام وعاش ويعيش بها هذا الكيان الكبير المملكة العربية السعودية ومع هذا .. يتعين علينا اليوم اكثر من اي يوم مضى كمسؤولين وعلماء ومربين ومواطنين ان نبحث عن اسباب الفكر الارهابي الذي يمارس على ارضنا ونتعرف عليها ما ظهر منها وما بطن مهما كانت هذه الاسباب التي تكتسب اهمية كبرى في تفسير ما حدث ويضعنا تالياً على طريق الحل الجذري الذي يستأصل شأفة الارهاب من جذوره ومن يقف معه ويدعمه بشكل مباشر او غير مباشر من المرتزقة الذين ينفخون في الضرام نفسه !! وسينصر الله من ينصره ان الله لقوي عزيز.