تخطئ تلك الفئة الضالة من الارهابيين في تقدير حساباتها ان ظنت انها بأفاعيلها الاجرامية التي قامت بتنفيذها قد تعزل المملكة عن العالم أو تعزل العالم عنها مصدقة أوهامها بأن الحالة الامنية قد تأثرت في هذه البلاد بشكل أو آخر، وتلك الطغمة الفاسدة ما زالت سادرة في ظنونها وأوهامها، ولعل اكبر دليل على ذلك ما جاء على لسان المسؤولين بالمملكة المتحدة واستراليا والولايات المتحدة بأن رعاياهم باقون في المملكة ولا مؤشر على مغادرتهم الاراضي السعودية، وهكذا ترتد السهام التي حاول اولئك المارقون تسديدها لأمن هذه البلاد الى نحورهم، فالحقيقة الواضحة كوضوح اشعة الشمس في رابعة النهار، التي يعرفها القاصي والداني هي ان المملكة كانت ولا تزال واحة ظليلة وممتدة للامن، بل ان الامن يشكل سمة بارزة من اهم سمات الحكم فيها، فتلك الطغمة الفاسدة من الارهابيين عندما راهنت بأفاعيلها الشريرة على النيل من أمن هذه البلاد فانما راهنت على حصان خاسر، فتلك الاعمال الارهابية الدنيئة لم تزد المواطنين الا اصرارا على الالتحام بقيادتهم الحكيمة لقطع دابر الارهابيين واجتثاثهم من جذورهم، كما انها لم تزد الاجانب الوافدين الى هذه الديار للمشاركة في تنميتها الا اقتناعا بأن الحالة الامنية في المملكة لم تتزعزع، وانها بقيادتها وابنائها قادرة على احتواء ظاهرة الارهاب، وملاحقة الارهابيين اينما وجدوا على اراضيها المترامية الاطراف، ويبدو ان النهاية الوشيكة لتلك الفئة الباغية قد اقتربت من الحسم بعد اغتيال بعض الارهابيين المطلوبين للعدالة والقبض على آخرين منهم، فالقائمة المعلنة بأسماء اولئك المجرمين بدأت تتقلص شيئا فشيئا، ولاشك ان تلك الفئة الضالة شعرت بمضي الوقت ان الخناق على رقاب مجرميها بدأ يضيق، وان بداية نهايتها محسومة، وأغلب الظن ان الفصل الاخير من فصول مسرحية الارهاب في هذا الوطن سوف يسدل عما قريب، وسيبقى هذا الوطن كما كان منذ تأسيسه - باذن الله - قلعة صامدة في وجوه المجرمين والقتلة والافاقين والارهابيين، وعنوانا عريضا للامن لا يخطئ في قراءة احرفه احد.