اختتم الجمعة الماضي ملتقى اصيلة للثقافة والفنون بالبحرين والذي استطاع ان يجعل للثقافة العربية ميادين شراكة عريقة بين اصيلة المغربية الصيفية وتوأمتها الشتوية على الطرف الاخر من امتداد الوطن العربي والتي أمتلكت رصيد ربع قرن من العطاء المتميز على مستوى العالم والخبرة المتعددة حتى اضحت علامة ذات مغزى في توظيف الثقافة لخدمة التنمية وخارج نطاق الاستنساخ والتكرار تركزت فعاليات اصيلةالبحرين على ما تمتلكه البحرين من تراث حضاري وتاريخ ثقافي مع ذروة التلاقي والمشاركة مع الحضارات العالمية الاخرى. هذا الحدث الثقافي والذي استمر اسبوعا كاملا كرس حضور المكان والمناخ خلق تفاعلا حضاريا من خلال جملة من الانشطة الثقافية المتنوعة دعي اليها مفكرون وتشكيليون ومسرحيون وموسيقيون وشعراء من عشرين دولة لاحياء ما يقرب من ست عشرة فعالية ثقافية تشمل تأسيس ورشة لفن(الجرافيك) بمعدات حديثة واعمال رسم جدارية في خمسة مواقع وفنون الشارع المسرحية وحفلات الموسيقا لفرق محلية وعالمية واحتفالية للفنون الشعبية وندوات فكرية وفنية وامسيات شعرية وتدشين مجسم تذكاري عن اللقاء. ولأن الطفل هو النموذج الاصلي للفنان كما يقول بودلير فان الملتقى اعطى مشاركة كبيرة للاطفال رغبة في تنمية الحس الفني لديهم وتجديد وسائل التعبير والتصور. وشارك في فعاليات الجرافيك عدد من محترفي هذا العمل الابداعي من داخل وخارج البحرين بتقنيات واساليب مختلفة ومتنوعة في الجرافيك مثل الحفر على الحجر(الليتوغراف) والحفر على المعدن (الزنكوجراف) والطباعة الحريرية (سلك سكرين). وفي فعاليات الرسم على الجدران والتي تعتبر من الاساليب القديمة المتبعة في العديد من دول أوروبا وامريكا بهدف تزيين المدن والاماكن العامة دشنت عدد من الاعمال في المنامة والمحرق ومدينة عيسى والمالكية والجسرة واضافت جماليات عالية اتكأت على الرسومات الشعبية. وانطلقت فنون الشارع في مسيرة الوان ثقافية من ساحة مركز الفنون الى ساحة متحف البحرين الوطني في عرض حي لفقرات متنوعة تتراوح بين العروض الاستعراضية والسحرية ومسرح العرائس وعروض التماثيل الصامتة والكوميديا (ديلارتي) وعمود الربيع ورقصة السكافولد(السقالات). وصاحب المسيرة رقصة تعبيرية جماعية تهدف الى جو المرح والاستعراض بالاضافة لحفظ النظام والترتيب للمجموعة السائرة واستعراض السكافولد (السقالات). وحضر المسرح عبر عرض مسرحية (حكاية نمر) وهي نموذج مثالي لمسرح الشارع لكاتبها اللاذاع دار يوفو الذي رآها شخصيا حكاية مروية للعامة باللغة الصينية حينما شاهد عرضها صدفة فشدته طريقة السرد والتمثيل لترجمتها اضافة الى عرض فرقة (انفيتي) البحرينية لرقصة (الهيب هوب). وقد شارك عدد من المسرحيين من المنطقة الشرقية في هذه الفعالية عبر أدوار مختلفة وادوا أدوارهم بشكل ملفت احتضن أكبر عدد من المشاهدين وقالت المشرفة والمنظمة لمسرح الشارع كلثوم امين ورئيسة قسم المسرح والسينما في قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الاعلام البحرينية ان فنون الشارع معروفة منذ القديم والتي قامت على مجموعة من الحكواتية الذين يتكسبون من العروض الحية في الاسواق والاماكن العامة حسب المواسم التي تفرض التجمع البشري الاكبر. وتضيف كلثوم أن اصيلةالبحرينية اتجهت في فعالياتها الى دول شرق اسيا وحضاراتها الممتدة وهذه التجربة هي الاولى على مستوى الخليج وحاولنا من خلالها بث كثير من الطاقات والمشاركات الفعالة من الجمعيات من داخل مملكة البحرين واقتصرت المشاركة الخارجية على المسرحيين السعوديين نظرا للتقارب بين المملكتين والتي تعتبر لحمة واحدة. الرجل الآلي