بعد حادثة الضرب المبرح، الذي كاد ينهي حياة المذيعة رانيا الباز، بدم بارد, اكتشفنا من خلال استطلاع آراء عينات عشوائية في المجتمع, أن رانيا لم تكن الوحيدة التي تعرضت لمثل هذا النوع من العنف. فالعنف الأسري، خصوصاً الزوجي، منتشر أيضاً في مجتمعنا، بعد أن ساد الاعتقاد أن الغرب هو المجتمع الوحيد، الذي يعاني العنف بين الأزواج، من الدرجة الأولى, بما فيه ضرب الزوجات، ضرباً قد يفضي إلى الموت في كثير من الحالات. مسح شخصية الزوجة فنسرين العرفج (معلمة) تكشف أن إحدى زميلاتها المقربات، تتعرض للضرب من قبل زوجها باستمرار، ولأتفه الأمور, وقد أصبحت بلا شخصية أمام زوجها، من شدة الخوف على نفسها وأطفالها. تتابع نسرين: إن أهم عنصر في استمرار الحياة الزوجية لكلا الزوجين هو توفر عدة عناصر، ولعل أهمها الأمن النفسي للمرأة والثقة والتقدير للرجل، وأما ثانيها فهو وجود طريقة آمنة للتحاور، ولإخراج المشاعر، وكذلك للتعبير عن الغضب، أما إن اختفت أو تزعزعت تلك المقومات فإن الخلاف الأسري سيظهر، وهنا قد يصاحبه مع الأسف استخدام العنف، الذي هو أمر مرفوض في ديننا الإسلامي، الذي شرع معاقبة الزوجة الناشزة، ولكن بدون عنف، صحيح بالضرب في بعض الحالات، ولكن بالضرب الذي هو أقرب إلى العتاب، فقد ورد عن معلمنا ومرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (ولا يضرب خياركم), أي أن الأخيار من أمة محمد لا يستخدمون الضرب، خاصة المبرح منه في حل خلافاتهم الزوجية. جمعية لحمايتنا وتؤكد سارة المجدل (موظفة) أن العنف ضد المرأة متفش في مجتمعنا بشكل كبير, ليس فقط بين الأزواج. وتدعو سارة لإنشاء جمعية خاصة بحماية الزوجات، أسوة بالغرب, وتسترسل: تغير الزمن, وتغير معه معدن بعض الرجال, فأصبح رجل الأمس، الذي يستحي أن يمد يده على امرأة، عملة نادرة في وقتنا الحاضر, لذا ليس غريباً أن نناشد بتأسيس جمعية لحماية المرأة من هؤلاء. البعض يستحق الضرب لا ينكر بندر العجلان (موظف) أن الرجل يستخدم العنف مع زوجته، ولكنه يبرر أفعال هذه الفئة من الرجال بالقول: لا يجب إلقاء اللوم دائماً على الرجل, لأن المرأة تستحق الضرب الذي تناله من الرجل, فالضرب لا يأتي من فراغ. ويوضّح قائلاً: أنا لست متزوجاً، ولكنني عاشرت رجالاً متزوجين, يعانون صفات سيئة في نسائهم, منها: أن تكون الزوجة سلبية الشخصية، يصعب التفاهم معها, سليطة اللسان, لا تتعامل باحترام مع زوجها, عنيدة, كثيرة الإهمال, مؤذية لمشاعر زوجها، كأن تعايره بعيب أو نقص فيه, وهناك المزيد من السلبيات التي يجب أن تعالجها المرأة أولاً، قبل أن تشكو من سوء معاملة زوجها لها.