اكد الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ ابراهيم بن عبدالله الغيث ان ما حدث من تفجير في مدينة الرياض بجوار مقر الادارة العامة للمرور منكر لا يتصور صدوره من مسلم يخاف الله ويتقيه مستنكرا معاليه ما نتج عن ذلك التفجير من قتل وترويع للآمنين. وشدد على ان هذا التفجير منكر عظيم استهدف ارواحا مسلمة معصومة واموالا وممتلكات. وعن بشاعة ذلك الجرم وعظمته قال الغيث: ان هذا الفعل من اكبر الكبائر لما فيه من تدمير للممتلكات وترويع للآمنين وقتل للانفس المعصومة قال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق) ويقول عز وجل (والذين لايدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق..) الحديث اخرجه البخاري ومسلم وتوعد من فعل ذلك بقوله تعالى (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) وقال صلى الله عليه وسلم (أول ما يقضي بين الناس يوم القيامة في الدماء) اخرجه البخاري ومسلم وقال عليه الصلاة والسلام (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما) قال ان عمر رضي الله عنهما (من ورطات الامور التي لا مخرج منها لمن اوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حله) اخرجه البخاري. ويقول صلى الله عليه وسلم (كل ذنب عسى الله ان يغفره الا الرجل يموت مشركا او يقتل مؤمنا متعمدا). ويقول صلى الله عليه وسلم (من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا) ويقول صلى الله عليه وسلم: (لو ان اهل السماء واهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار). ويقول صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالكعبة (ما أطيبك وما أطيب ريحك ما اعظمك وما اعظم حرمتك والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عندالله اعظم حرمة منك ماله ودمه وان تظن به الا خيرا). ويقول صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم). ويقول صلى الله عليه وسلم: (يأتي المقتول متعلقا رأسه باحدى يديه متلببا قاتله باليد الاخرى تشخب اوداجه دما حتى يأتي به العرش فيقول المقتول لرب العالمين.. هذا قتلني. فيقول الله للقاتل.. تعست ويذهب به الى النار). ودعا الغيث كل من سولت له نفسه فزلت به القدم في هذه التفجيرات اما بالتعاون مع مرتكبيها او مدبريها بالتوبة الى الله من ذلك الجرم والابلاغ عنهم، كما دعا كل متعاطف مع اولئك المفجرين المخربين الى ان يتقي الله في نفسه وان يحكم عقله في نتاج هذا الفكر المنحرف الذي دمر الممتلكات وازهق الارواح واحدث فساداكبيرا في الأرض وان يقلع عن تعاطفه ويحذر من هؤلاء وفكرهم ومخططاتهم وان ينصح للأمة في ذلك. واوصى الشيخ الغيث رجال الامن بتقوى الله فقال انني اوصي نفسي ورجال الامن بتقوى الله والاخلاص في العمل المناط بهم وانهم باذن الله في رباط في سبيل الله وان يستعينوا بالصبر وذكر الله وهم يمارسون مهامهم وان يعلموا انهم على ثغر من اهم ثغور البلاد الا وهو الأمن تلكم النعمة التي امتن الله بها على أهل مكة فقال (وآمنهم من خوف). ودعا الغيث الجميع عموما والشباب خصوصا الى حسن التلقي من المصادر الموثوقة، وعدم اعارة اسماعهم وعقولهم وقلوبهم لمن يزج بهم في نهاية المطاف في هذا المسلك الذي لا تحمد عقباه، وحث الآباء والأمهات على حسن توجيه اولادهم وتربيتهم على ضبط مصطلحات التكفير والتبديع والتفسيق وفق الضوابط الشرعية، مع ربطهم بصحبة صالحة متزنة هينة لينة، تفقه فقه انكار المنكر بدرجاته الشرعية، وقافة عند حدود الله، رجاعة الى الحق، كما على الدعاة وطلاب العلم الاخذ بأيدي الشباب، والصبر عليهم. ودعا في نهاية تصريحه الله جل وعلا بمنه وفضله ان يحمي بلادنا من كل سوء وان يوفق ولاة امرنا الى ما يحبه ويرضاه ويهدي شباب المسلمين الى الطريق السوي.