تنفرد "اليوم" بأن تكون اخر صحيفة عربية تلتقي بالعملاق الراحل محمود مرسي قبيل وفاته بأقل من 10 ايام وذلك ببلاتوه 2 بمدينة السينما بالهرم حيث كان يصور اخر اعماله التليفزيونية التي لم تكتمل "وهيج الصيف" قصة الكاتب اسامة انور عكاشة وسيناريو وحوار عاطف بشاي واخراج هشام عكاشة والذي لم يصور الا 35 مشهداً فقط منه نحو الربع تقريباً. وكان الراحل في البلاتوه يبدو مليئاً بالحيوية والنشاط ولم تفارقه ابتسامته الساحرة المعهودة.. يوزع مداعباته على الجميع. وأكد مخرج المسلسل والمنتج الفني للعمل إن الراحل كان شديد الحماس لهذا المسلسل لانه يجسد فيه دورا جديدا عليه تماماً وهو دور شرير لاول مرة في التليفزيون اسمه عبد الرحمن الرمادي رجل اعمال كبير جبار ويهدف للسيطرة على الجميع حتى ابنائه واحفاده ويدمر أي شيء واي انسان في طريقه مهما كان وانه رغم نجوميته وتاريخه الكبير الا انه يبدو اكثر تواضعاً مع الجميع والتزاماً في مواعيد الحضور للاستوديو ولا يسأل ابداً عن موعد انصرافه من التصوير. وقد عرف عن الفنان محمود مرسي مقاطعته للصحافة والتليفزيون منذ اكثر من ربع قرن فلم نشأ الحديث معه عن المسلسل ودوره فيه بل سألناه عن صحته بعدما تردد في الفترة الاخيرة انه يعاني متاعب شديدة في القلب وعن حماسه الواضح للمسلسل واقباله عليه وبعده عن التمثيل منذ 3 سنوات.. أجاب الراحل ولكن بكلمات مقتضبة بعد الترحيب بنا والسماح للمصور المرافق بالتقاط صور قليلة له هي الاخيرة في حياته. وأكد الفنان الراحل في كلمات قليلة أنه وافق على المسلسل بعد تفكير طويل وبعد رفض العديد من المسلسلات على الرغم من الاغراءات الكبيرة فيها لاقتناعه بالقصة والسيناريو والحوار وثقته في اصحابهما.. وكذلك ثقته في المخرج الذي كان احد تلامذته في اكاديمية الفنون حيث كان يعمل استاذاً بها. الى هنا انتهت الدردشة او الحوار السريع مع الراحل محمود مرسي حيث اعتذر لنا لضرورة قيامه باستئناف تصوير بعض مشاهد المسلسل والتي كانت من اخر ما صور حيث لم يحضر الى البلاتوه بعد ذلك سوى مرتين فقط ولساعات قليلة لاصابته بنزلة برد حادة لازم الفراش خلالها ثم حدثت الوفاة المفاجئة.. رحم الله هذا الفنان الرائع الذي امتع الملايين بفنه الراقي لاكثر من 40 عاماً.