يا للعجب من اعلانات طلبات الوظائف في الصحف المحلية, من اين للشاب بخمس او عشر سنوات في مجال العمل المطلوب , فالشهادة الجامعية مقدور عليها , فهناك الكثير من الجامعيين ينتظرون دورهم في الحصول على وظيفة , فمنهم من لجأ الى العمل في المراكز التجارية كمحاسب أو غير ذلك من الوظائف البسيطة وبمرتبات لاتكاد تذكر قد يستطيع آخرون من خريجي الاعدادية او الابتدائية القيام بها. وكنت في جولة للقرى الشرقية في محافظة الاحساء , وتحدثت مع بعض العاملين في البقالات(المراكز التجارية) , وسألت البعض عن مؤهلاتهم الدراسية , من قال: الثانوية العامة ومنهم خريج الكلية الفلانية , ولا بأس في ذلك , فهو عمل يقوم به الشاب, ولا عيب في ذلك ولكن هناك شبابا - بأعداد كبيرة - مصطفون على جنبات الطرق يلقون بالتحية للغادي والرائح من اصحاب السيارات والتعليق على نوع وشكل السيارة وتحليل نوعية الاشخاص المرافقين مع السائق أو يعدون كم من السيارات دخلت وخرجت من القرية. فقلت في نفسي , لم لا احدث احد هؤلاء لعلي أفهم شيئا أو ارشدهم على مكان ربما لم يسمعوا به من البرامج الكثيرة كبرنامج صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز لتثقيف وتوظيف الشباب الذي اثبت نجاحه في استقطاب العديد من الشباب وتوظيفهم والبرامج المماثلة الاخرى في جميع مناطق المملكة. وما أن قلت: السلام عليكم يا شباب الا وغطت سيارتي من جميع الجهات أولئك الشباب في مختلف الاعمار حتى اختفت سيارتي ولا مجال لأن يراها أحد من الواقفين بالقرب منا. فما استطعت أن أحدث أحدا بعينه فالكل يعبر عن سعادته ويعرض خدماته ويدعوك للتفضل معهم لتناول القهوة والشاي فحاولت نقل ما عندي من اسئلة وارشادات لكن لم اقدر في ذلك الجو المشحون , فالجميع يتحدث ويلقي ما بصدره من ثقل عله يجد في ذلك راحة وبعدها نزلت من السيارة ومعي أحد الزملاء وكان الامر اصعب , فنصحني زميلي , بترك هاتفي وان نغادر المكان بأسرع وقت ممكن, فقد اصاب زميلي شيء من الخوف او الضيق , ثم امسك بكتفي وقال: دعنا نغادر.. ونأت في وقت آخر غير المساء , قد يكون العدد اخف وعندها نقدر على الحصول على ما نبتغيه وايصال ما عندنا لهم ولا أظن ان الجميع يضع في همه الوظيفة او العمل , ففيهم من لا يرغب الا في التسكع في الشوارع وعدم الرغبة في الخروج من القرية , اما الغالبية العظمى فلاحظت فيهم الرغبة في المساهمة في خدمة المجتمع لكن العيب فيهم أنهم لا يبحثون عن اعمال ووظائف خارج القرية أو انهم ينتظرون العمل يأتي اليهم طارقا ابوابهم. او انهم لم يجدوا من يقوم بتشجيعهم للسفر الى المدينة او مدن المنطقة الشرقية (ابقيق , الجبيل , الدمام , الخبر) أو حتى الى ابعد من ذلك, وباذن الله سبحانه وتعالى سيجدون من يعينهم على اتباع الطرق السليمة في البحث عن عمل. وأما التعويل على اعلانات الجرائد , فلا جدوى منها , فالإعلان عن وظيفة واحدة , تصلهم اكثر من خمسة آلاف متقدم وراغب في تلك الوظيفة هكذا سمعت احد المسؤولين في التوظيف لدى احدى الشركات. واعود الى ان الاعلان وان ذكر فيه (الافضلية للسعوديين) او (للسعوديين فقط) ويضع معها عشر سنوات خبرة وشهادة جامعية او ماجستير او دكتوراة فهذا موجه لغير السعوديين لهم اقامة قابلة للتحويل. وختاما ادعو الشباب الى البحث عن العمل وان لا يكل أو يمل فالاعمال كثيرة , وبرامج التثقيف والتوظيف كثيرة وبعض الشركات والمؤسسات تقبل بتوظيفكم , ولكن عليكم البحث والصبر وفي النهاية ستجدون أنكم ضيعتم وقتا كثيرا في عدم البحث والخروج الى عالم اوسع واشمل.. فالله يوفقكم ويرعاكم ولنضع في اذهاننا ان العمل لمن يبحث عن العمل بجد واجتهاد وتضحيات فالمنافسة اصبحت شديدة من كثرة الاعداد من المتقدمين , فاذا لم نفلح هنا فربما نفلح في مكان آخر , وعليكم بالمواصلة.. واختتم موضوعي ببيتين للشاعرابراهيم بن العباس للشباب: ==1== ولرب نازلة يضيق بها الفتى ==0== ==0==ذرعا وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ==0== ==0==فرجت وكنت اظنها لا تفرج==2== وقول آخر: ==1== اشتدي أزمة تنفرجي ==0== ==0==قد آذن ليلك بالبلج==2==