قال الشاعر: ==1== أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا==0== ==0==بنقوده حتى ينال به الوطر قال ائتني بفؤاد أمك يافتى==0== ==0==ولك الدراهم والجواهر والدرر فمضى وأغمد خنجرا في صدرها==0== ==0==والقلب أخرجه وعاد على الأثر لكنه من فرط دهشته هوى==0== ==0==فتدحرج القلب المعفر إذ عثر ناداه قلب الأم وهو معفر==0== ==0==ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟==2== انها ابيات تستنزل دموع قارئها وهي تصور الحب الحقيقي لقلب الأم الكبير وعبرة لمن غفل عن البر بوالديه او اهمل جزءا من حقوقهما. فاذا تابعنا مراحل حياة الام بعد حملها الاول من الحرص ثم بعد خروج هذا الطفل للحياة الدنيا ومراحل نموه المختلفة والام في قلق دائم في صحته وسقمه وأكله ونومه، ثم يزداد ذلك القلق عندما يكبر هذا ويبلغ مرحلة المراهقة والشباب فان خرج من المنزل لا يهنأ لها بال حتى يعود وان تأخر فكأنما فقدت شيئا ما وهناك كثير من الابناء لا يبالي بشعور والدته وعندما تطلب منه والدته خدمة صغيرة فإنه يخرج متجاهلا طلبها ووالدته تسبق خروجه بالدعاء له بالتوفيق والحفظ من الله، وكبير السن في المنزل يعني الدفء والحنان ويجب ان يتنازل البعض عن كبريائه. كان لاحد السلف الصالح والدة يقوم بخدمتها وقد تجاوزت المائة عام وحزن كثيرا لفقدانها فأخذ صديقة يواسيه ويذكره بأن الموت حق فرد عليه بأنني لم احزن لوفاة والدتي ولكنني أحزن لاني فقدت طريقا الى الجنة. ويجب ان نحزن ونعبر عن اشد احتجاجنا لمن يسيء الى احد والديه. موقف لا أنساه : منذ اكثر من عشر سنوات اتذكر ذلك الموقف المتمثل في امرأة ترقد على السرير الابيض وحولها ابناؤها وكان الحديث يدور امامها عن حاجتها لمن يتبرع لها بالدم فما كان من احدهم الا ان استأذن لكي يتبرع لها بالدم فحاولت القيام وهي لا تستطيع ذلك وامسكت بيده واقسمت ثلاثا ألا يتبرع خوفا عليه وعلى صحته وبعد خمسة ايام من هذا الموقف انتقلت الى رحمة الله.. رحمها الله رحمة واسعة وأموات المسلمين. انها دعوة ونصيحة اقدمها للقراء الكرام عبر جريدتنا المحبوبة جريدة اليوم بالحرص على مراعاة شعور الوالدين وتلبية احتياجاتهم وزيارتهم والسؤال عنهم قبل فقدان احدهما او كلاهما وستندم على تقصيرك في حقهما.. ونصيحة خاصة للزوجات الكريمات كوني عونا لزوجك للبر بوالديه فكم سمعنا بعقوق سببه الزوجة فقد قال عليه الصلاة والسلام (بروا آباءكم تبركم أبناؤكم). حنان صالح ابراهيم الرشيد - الدمام