تاريخ 1433/3/15ه الثلاثاء يوم لن أنساه حيث فقدت والدتي الحنونة طرفة الشويعر بعد سنوات طويلة من أشكال الأمراض التي أنهكت جسمها وتحملها الآلام الشديدة وكتمها لما تعانيه من آلام المرض رحمة بنا لكي لا نتألم لأجلها. رحلت أمي ولم يعد بعدها قلب يضخ الحب والحنان، ليت الإنسان يستطيع ان يهب من عمره لمن أحبه فلو كنت أملك عمري لأعطيت أمي ما يجعلني لا أفارقها ساعة، ولكنها أعمار بيد مقدر الأقدار جل شأنه فلا طعم للحياة بلا أم. لقد فقدت صدرها الحنون وريحها الطيب وصوتها الشجي. لقد فقدت والدي إبراهيم رحمه الله تعالى، ورغم فقدانه وحزني عليه وذكراه الباقية في مخيلتي منذ ثماني سنوات إلى اليوم. لكن حزني على والدتي في وفاتها لا يعادله حزن. إن لموت الأم وقعاً خاصاً على القلب لا ينجلي أبداً بل ذكراها وخيالها مستمر في ذهني. كانت أمي تشاركني في آمالي وآلامي وأفراحي وأحزاني بل كانت تفرح لنا كثيراً أكثر مما نفرح نحن أنفسنا وتحزن لأجلنا أكثر مما نحزن. لقد انطفأ بيتها وفقدنا الأقارب والأحباب والجيران الذين كانوا يتواجدون يومياً للسلام عليها والجلوس بجانبها لما يجدونه من راحة البال وطيب المعشر مع أنها تخفي آلامها عنهم ليجلسوا أكثر مدة. لقد فقدت شرب القهوة معها يومياً والجلوس أمامها لا يشبع منها وباحساس الألم تلمح في عيني هل أنا مريض أو حزين. وتسألني ما بك وكنت أخفي عليها لا أريد ان أتعبها معي رأفة بها لكبر سنها ومرضها وأقول ما بي شيء أنا بخير وعافية ولكن قلب أمي الكبير وعينها الفاحصة يلتقطان كل إشارة كانت ضئيلة خفية. رحمك الله يا أمي وأسكنك فسيح جناته لقد عشت بسيطة ومت بسيطة ودفنت بسيطة، فما أسعدك وما أحزنني رحم الله والدي عن النار رحمة واسعة وأسكنهما فسيح جناته وجمعني بهما في جنات الفردوس ووالديكم وجميع أموات المسلمين اللهم أجز والديّ عنا خير الجزاء واجعل أعمال أبنائهما الصالحة في ميزان حسناتهما. اللهم عاملهم بما أنت أهله فأنت أهل العفو والمغفرة واجعلنا من الصابرين.