يوماً بعد يوم تزداد حاجتنا للكذب , وتزداد كذبات كل واحد منا بمختلف ألوانها الأبيض والأسود والأحمر القاني! عندما يتأخر أحدنا عن دوامه دقائق معدودة يكذب ليختلق عذراً يشفع له أمام مديره المباشر! إذا حاصرنا أبناؤنا بطلبات معينة نكذب لنظهر لهم انشغالنا بأمور أهم وذلك من أجل التهرب منهم! عندما يدعونا صديق لمناسبة ما لا نرغب في حضورها نكذب أيضاً في سبيل التخلص من دعوة نرى أن ليس لها مردود إيجابي ! وغيرهم الكثير من نكذب عليهم وهم أيضاً يكذبون علينا , ولو أحصى كل واحد منا كذباته منذ أن يستيقظ الى أن ينام لوجد أن الرقم مخيف جداً , كذبات متعددة الألوان والأشكال والمقاصد , ولكنها تبقى كذبات! لماذا هذه الكذب المتواصل ؟ ما الحاجة إليه؟ ما الذي جعلنا نتساهل مع أنفسنا ومع بعضنا البعض أمام هذا الانزلاق الخطير في مصداقيتنا؟ هل هي إرهاصات العصر , أم أن ذلك امتداد طبيعي لتراجع أخلاقي أكبر تعاني منه مجتمعاتنا؟ قد يقول البعض أن هناك أشياء تدفعنا للكذب والالتفاف حول الحقيقة , من هذه الأشياء ظروف معينة وأنظمة معينة من الصعب أن يتعايش معها الصادقون ! وايضاً هناك أشخاص بعقليات لا تسمح بأن نصدق معها , ولربما تحمل هؤلاء وزر كذباتنا وتبعاتها . يبقى الصدق منجاة مهما ساد الكذب , ويبقى الصادقون هم صفوة هذا المجتمع والله نسأل أن نكون منهم.