لم يقف فرج عاجزا عن مساندة سارق اموال الناس من مخابئها لكن ذهب يساعده في التخطيط والامداد وأقحم نفسه شريكا في نهب الاموال المحرمة واقتناء مالا يملك. جمع سواد الليل بينهما في منزل فرج لاعداد الخطط ورسم الاستراتيجيات ولملمة كل شاردة يمكن ان تكون دليل جرم وادانة. تفاصيل ذات يوم سأله فرج بعد ان انغمس معه في وضع الخطة ليرد عليه الصديق بسذاجة لم يكن أبسط منها الا العقلية السطحية لفرج الذي قبلها حين قال : (ضحك علي) في مرة من المرات؟! هز فرج رأسه وازدادت ثقة صديقه معه دونما تنهال اسئلة توضيحية لمعرفة ملابسات (الحادث) واستعد بتوفير الوسائل التي يمتلكها في تسيير مركبة السرقة. اشارات مرتبكة كالخفافيش التي تنطلق في غياب الانوار وضياع الاضواء جمعت سيارة فرج صديقه متجهين الى محل الكترونيات بعد منتصف الليل مستظلين بالصمت ومتلحفين بنظرات مرتجفة من اعين الناس. بهمسات واشارات مرتبكة بقى فرج في السيارة وترجل صديقه الى المحل الذي كان مغلق الابواب ففتحه بأستخدام ادوات خاصة مكنته من الدخول كما مكنت هاجس الحرام من الانتشار في الارض بعد ان ضاعت المكارم واختفت العادات الاصلية ولم يعد للخوف من الله مكان. فصول السرقة على عجل التقط السارق ما وصلت اليه يداه الملطخة بالجرم المشين والتي نسيت انها قد تنفصل عن باقي الجسد وملأ مخابئه وجيوبه حتى انتفخت من اموال الحرام. نفذ المخطط واكتملت فصول السرقة واخفى الجانيان الآثار الدالة وظن الممثلان انتهاء المسرحية واسدال الستار بعد وصولهما الى المنزل والظفر بمبلغ وصل 3000 ريال. لقد رهن السارقان نفسيهما للجرم وحملا يديهما امكانية القطع من اجل ريالات قليلة قد تضيع في اقل من شهر. بيع المسروقات مرت الايام واخمدت الاخبار والتحريات فبادر السارقان الى عرض مسروقاتهما العينية للبيع في محلات مختلفة ليلعب فرج دورا آخر من الجريمة بعد ان مهد طريقها الاول واوصل الجاني الى المحل بسيارته وانتظره في الخارج. طلب الصديق من فرج بيع هذه المسروقات مستغلا معارفة واصدقاءه وخبراته بالسوق فعلى الفور قبل فرج العرض وبادر بالتنفيذ. اخذ المسروقات ووضعها عند صاحب احدى المحلات الذي اتصل به فجأة فطلب منه الحضور لان هناك زبائن يريدون شراء اغراضه. خاتمة بالحديد حك فرج يديه المتعطشتين للمال وظهرت ابتسامة رضا بما انجزه العقل الاعوج فتوجه على الحال الى المحل. وجد رجلان بيديهما المال ليسيل لعابه اكثر ويقر معترفا بأن هذه البضاعة له ليفاجأ بأصفاد الحديد في يديه ويساق الى غرف التحقيق ومحاضر الادانات. اعترف فرج بالجريمة وكشف عن شريكه الذي دبر وخطط ونفذ على حد تعبير فرج لكن عدالة القانون لم تتمكن من تجريمه لتصب اللعنات كلها على رأس فرج ويحكم بسنة واحد عشر شهرا.