ماحققه صندوق تنمية الموارد البشرية في السنوات القليلة التي تلت تأسيسه في عام 1421ه امر يستحق الاشادة والتقدير. فالصندوق الذي انطلق من هدف كبير يتمثل في دعم جهود تأهيل القوى العاملة الوطنية وتوظيفها بالقطاع الخاص مضى نحو تحقيق هذا الهدف بجدية واخلاص ومثابرة وعمل دائب لاينتهي مستثمرا زيادة الوعي المجتمعي باهمية (السعودة) و(توطين الوظائف) واحلال العمالة الوطنية محل العمالة الوافدة ومستفيدا من جهود حكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة العمل في بدء تطبيق السعودة الكاملة في عدد من القطاعات وبدء السعودة بالتدريج المنتهي بالسعودة الكاملة في عدد آخر من القطاعات الحيوية المهمة. والصندوق كان حاضرا بقوة في كل الجهود التي تساهم في فتح مجالات اوسع لتوظيف الشباب السعودي من خلال عدد من الآليات من بينها تقديم الاعانات من اجل تأهيل القوى العاملة الوطنية وتدريبها وتوظيفها من خلال دعم تكاليف التدريب وتحمل نسبة من راتب من يتم توظيفه اضافة الى تحفيز منشآت القطاع الخاص للاستفادة من دعم الصندوق في توظيف الشباب وذلك من خلال تطوير آليات دعم التدريب والتوظيف فضلا عن التنسيق مع الجهات المعنية للتعاون مع الصندوق في تحقيق رسالته وتقديم الدعم للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتعزيز دورها الحيوي في فتح آفاق جديدة للعمل التنموي واتاحة المزيد من فرص العمل لاجيال جديدة تسعى الى تحقيق مكانة تليق بحجم احلامها وتناسب مستويات طموحاتها ولاشك ان صندوق تنمية الموارد البشرية يكتسب اهميته من اهمية الموارد البشرية التي تلعب دورا محوريا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي اصبح من الضرورات الملحة تطويرها وتنميتها وتحفيزها على تفعيل ادائها ورفع مستوى كفاءتها وزيادة قدرتها على المشاركة في حركة التنمية ومسيرة البناء والتطوير ومساعدتها على اكتساب المهارات العلمية والمهنية والخبرات والمعارف التي تعينها على بدء حياتها العملية والدخول الى مجالات العمل المنتجة وشق طريقها الى المستقبل بثقة وثبات وبالطبع فان تحقيق الصندوق لنجاحات اكثر في تدريب وتوظيف الموارد البشرية يرتبط ارتباطا وثيقا بنجاح جهات اخرى في اداء وظائفها فالجامعات والكليات التقنية وكليات المجتمع والمعاهد العلمية باعتبارها حاضنة الثروة البشرية عليها دور كبير في اعداد الموارد البشرية التي تعد من اهم عناصر الانتاج بل هي على وجه التحديد القلب النابض للعملية الانتاجية واحد المحددات الرئيسية لقدرة الاقتصاد على الابتكار والتجديد والمنافسة. فمؤسسات التعليم وهي تصمم تخصصاتها تراعي احتياجات سوق العمل وتستفيد من المؤشرات التي تقدمها وتحرص على التحديث الدوري لبرامجها للاقتراب من المهارات التي تتطلبها فرص التوظيف في خريجيها لقد لامسنا جميعا عن قرب الجهد الكبير الذي بذله صندوق تنمية الموارد البشرية في دعم الملتقى الثاني للمنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية في نهاية ذي القعدة الماضي ومول فيه الصندوق تكاليف انشاء حاضنة اقتصادية للمشاريع الصغيرة تتولى تمويل اقامة المشاريع الصغيرة بما في ذلك تكاليف التدريب والتجهيز والانشاء وهو مايعكس وعي الصندوق بضرورة الاخذ بأيدي الخريجين الواعدين وتطوير قدراتهم بهدف نشر ثقافة العمل الحر وتشجيع المبادرين من الشباب السعودي على توفير فرص العمل لانفسهم ولغيرهم. واذا كان الصندوق قد حقق في سنوات عمره القصيرة نجاحات كبيرة فان الانصاف يقتضينا ان نرد هذا النجاح الى اسبابه ومقوماته وهي بعد توفيق الله سبحانه وتعالى تعود الى دعم حكومتنا الرشيدة لرسالة الصندوق واهدافه ثم الى الجهود التي يبذلها مدير عام الصندوق د. محمد بن عبدالعزيز السهلاوي الذي وظف خبراته الاكاديمية والعملية لخدمة اهداف الصندوق كما لاننسى حرص الصندوق على التقويم الدوري لبرامجه والمتابعة المستمرة لاداء هذه البرامج ومستوى التدريب والتوظيف لدى المنشآت المستفيدة. واخيرا فان النجاحات التي حققها الصندوق خلال مسيرته القصيرة هي نجاحات مرشحه بمشيئة الله للزيادة في الفترة القادمة.