يعاني الكثير من الموظفين السعوديين الأمرين من قبل رؤسائهم في العمل من غير السعوديين وأحيانا من السعوديين، وهذا نابع في بعض الأحيان من الإحساس بأن الموظف السعودي أصبح يمثل مصدر خطر على وجودهم في وظائفهم. الغريب في الأمر، أن هناك فئة كبيرة من هؤلاء يتهمون الموظف السعودي بالاتكالية والإهمال واللامبالاة! ورغم أننا لا ننكر وجود هذه الشريحة بين الموظفين ممن يتصفون بكل أو بعض تلك الصفات، مثل ما هو موجود في أي مجتمع، شرقي أم غربي، ولكن في نفس الوقت لا يمكن أن نقبل أن تعمم تلك النظرية على كل الموظفين السعوديين. وإذا سلمنا بما يعتقده (اخواننا) على الموظف السعودي، لماذا إذن يضايقونه، وليتركوه في حاله، طالما أنهم يعتقدون أن (نَفَسَه) الوظيفي قصير! لماذا الحرب على الموظف السعودي وتضييق الخناق عليه وإجباره على الرحيل، طالما اتصف بتلك الصفات التي أقل ما يمكن أن توصف بها هو الفشل الوظيفي بكل معانيه. وما زاد الطين بلة أن الكثير من الموظفين سعوديين من الجنسين يعانون أنواعا شتى من القهر والتنكيل وسوء المعاملة من بني جلدته أو من زملاء العمل من الجنسيات الأخرى، وما زال الكثير منهم يعاملون المواطنين بشكل مقزز يدعو إلى السخرية، وما زالوا يستهزئون بقدراتهم، رغم أن الكثير منهم أثبتوا كفاءتهم وأصبحوا يتبوأون مكانة رفيعة في المنشآت التي يعملون بها. المشكلة هنا أعزائي ليس النظر إلى الأسلوب غير الحضاري الذي يعاملون السعوديين به في عقر دارهم، لكن المشكلة أن هذا التعامل يدور أمام أعين المسئولين، فانطبق عليهم المثل القائل (من أمن العقاب أساء الأدب). إن الصورة الضبابية التي وضع تحت غيومها الموظف السعودي غير دقيقة إطلاقا، لا من حيث المنطق ولا من حيث الأرقام، إذ أن أغلب الموظفين السعوديين الآن يلهثون ليس وراء الفرصة الوظيفية، بل وراء نصف وربع الفرصة، ويبذلون كل الجهد للحصول عليها. الموظف السعودي أعزائي يثبت جدارته إذا أعطيت له الفرصة كاملة، والدليل على ذلك نسبة السعودة في القطاع المصرفي المرتفعة جدا قياسا بالقطاعات الأخرى، رغم حالات التلاعب في نسب السعودة من قبل مكاتب التوظيف التي تعطى نسب وهمية للسعودة صدقتها مؤسسة النقد العربي السعودي. أثبت الموظف السعودي جدارته في القطاع المصرفي رغم وجود أشخاص داخل تلك المصارف معروفون بكنيتهم (مبيدو السعوديين) وموجودون في البنوك حتى يومنا هذا، وأعرف بعضهم شخصيا. إنهم أعزائي يمارسون نشاطهم في الابادة الجماعية للموظفين السعوديين أمام أعين المسئولين في تلك المصارف، والتي لا يهمها سوى الأرباح والأرباح فقط حتى لو تسبب ذلك المشي فوق رقاب الآخرين، وأمام أعين مؤسسة النقد العربي السعودي والتي تعتبر أن تلك الأمور مسألة داخلية، وأمام أعين مكتب العمل الذي يقف متفرجا. نحن لا ننكر أننا في عصر مضى كنا بحاجة إلى الكفاءات الأجنبية لكي تساعدنا في نهضتنا، وهم عملوا معنا وساعدونا، وجزاهم الله ألف خير، وهم بالتأكيد يشكروننا لأننا كنا سبب بعض ثرائهم، وبعد أن جمعوا الكثير من الأموال تغنيهم وتغني حتى أولادهم وأحفادهم لمدة خمسين سنة قادمة، في الوقت الذي نبحث فيه عن جزء من الفرصة الوظيفية التي تضمن لنا لقمة العيش فقط. أعتقد أنه آن الأوان لإعطائنا فرصة لكي نثبت وجودنا، وهنا نقول لهم نرجوكم ألا تقتلوا طموحنا في بناء مستقبلنا الوظيفي والأسري الذي تتمتعون أنتم به! نرجوكم أن تعطوا الفرصة الوظيفية للخريجين من الجنسين لكي يثبتوا وجودهم ولكي يثبتوا لكم وللجميع أنهم أهل للمسئولية!. نرجوكم أن تفسحوا لهم المجال قبل فوات الأوان وقبل أن ينحرفوا بسبب إهمال المجتمع لهم، وقبل أن نندم عندما لا ينفع الندم ولا تفيد الشكوى. نرجوكم أن تساعدوهم في المجالات التي تمكن لهم مساهمة أكثر فاعلية في التنمية، ولكي تتوسع مجال السعودة وتتعدى أسواق الخضار وأسواق الذهب وبائعي الملابس! إلى متى يستمر هذا الإحساس بالقهر ونحن في بلادنا؟ إلى متى نصبر على هؤلاء البشر يسيئون معاملاتنا بدعم من أنفسنا؟ إلى متى ننتظر ونحن نراهم يستهزئون بقدراتنا بابتسامة صفراء أو بابتسامه المغلوب على أمره؟ من المسئول عن هذه الفوضى الإدارية التي يعاني منها الشباب السعودي من الجنسين، على الرغم من تناول الكثير من الكتاب هذا الموضوع من زوايا مختلفة؟ أرجوكم أجيبونا. لقد حمتنا الدولة أعزها الله من الإرهاب الفكري المتطرف ولكن لم نجد من يحمينا من الإرهاب الوظيفي.