يعتقد الانسان انه بمنأى عن عقاب الله وانه بعيد عن العدالة الالهية فيزداد طغيانه واستبداده وقد غاب عن عقله ان الله يمهل ولا يهمل (اليوم) تطرح حكاية جديدة اشترك في صنعها الرجل والمرأة على حد سواء .. تلتمس فيها الطريق الى النجاه والحياة الصحيحة من خلف الابواب المغلقة من براثن الادمان وظلم الازواج وضياع الابناء وعقوق الآباء وسطوة النساء لندرك الهدف من طرح القصص الحقيقية على لسان اصحابها. اقتربت منها .. ما زالت كما عهدتها تجلس في باحة المنزل تحتسي القهوة .. ابتسمت واشرق وجها المليء بنور الطيبة وفيض الخير.. وقالت: اعرف ما تسعين اليه ولن اخيب املك في سماع قصتي يا بنيتي. فتحت عيني على حياة بسيطة في البادية واصوات الماشية تعانق الفضاء .. وتلك حكاية من العشق يطول شرحها.. لكن البنت هناك لا تبقى عند أهلها طويلا فهي أولا نصيب لمن يخطب .. شاب يكبرني باعوام وانا بنت السادسة عشرة .. وقبل ان يدخل بي تجمعت نساء القبيلة حولي .. وقلن (زوجك .. زوجك تاج راسك .. كوني له خادمته المطيعة والزوجة الحافظة الصابرة اياك واياك نسمع ما يسيء الى اهلك ضعيها حلقة في اذنك وحقيقة امام عينك . مالك بيت غير زوجك مهما حصل) ورحلت مع زوجي لديرته رجل صامت مهيب غامض. مرت سنون وصادفنا ضيق العيش كنت ابقي نصيبي من الاكل له في اليوم التالي خوفا عليه من الجوع حتى انعم الله علينا بارض وبنينا بيتا وزرعنا القسم الثاني كنت اذهب واغرس وازرع واعود للعمل في المنزل قبل ان يعود في المساء .. حتى قدر الله وحملت بعد طول انتظار ومن شدة العمل تعبت ونقلني لمشفى المدينة وجاء الوضع ورزقني الله ببنت وازيل لي الرحم لشدة النزيف الذي حصل كانت صدمة قوية لكن رضائي بقضاء الله وقدره كانت الدافع للصبر وما لبث ان فتح الله علينا وزادت اموال زوجي وانتقلنا للمدينة في بيت كبير حتى ذلك اليوم كان كل شيء طبيعيا عندما دخل علي ذات يوم وبيده شابة جميلة فاتنة. وقال أنا محتاج لذرية ولا استطيع أن اربط نفسي ببنت واحدة .. قلت حقك (ياابو مريم) ومرت الايام باردة والحليل كل يوم يبعد ويتوارى ما يكلمني غير مقطب الجبين.. يتذمر ويرعد وكل شيء ما يعجبه كل يوم موشح من الشتم والسب وفي القسم الثاني ضحكات ناعمة .. بنى غرفتين خلف البيت وقال .. احملي عفشك وابنتك وانتقلي للخلف ذهلت من تصرفه وحاولت أن أكلمه فكان نصيبي الضرب .. ولم اقدر على الذهاب الى اهلي فلقد هدد باخذ ابنتي المسكينة وانتقلت وانا في ذل وحسرة.. عشت مثل الخادمة .. كنا نأكل باقي أكلهم يوما يعطوننا واسبوعا لها كانت الخادمة تشفق علي وعلى ابنتي.. واذا جاء ووجد عندنا شيئا من الاكل من عند الجيران امطرنا بالضرب والعذاب وصبرت والامل والصبر والفرج من عند الله يقين لا يهتز وهو كل يوم يزداد جبروتا وطغيانا.. وكبرت ابنتي ولم يرزقه الله بالذرية .. فكانت زوجته عقيما ولكن لسحرها عليه لم يتزوج عليها أو يطلقها وذات يوم جاء وقال بعد اسبوع زواج ابنتك من شقيق زوجتي .. يا ربي كيف هانت عليه ابنته ان يزوجها لشخص مدمن وسافر هو وزوجته الى جدة لكي تحضر اغراضها وملابس الزواج .. كانت ايام عصيبة وأنا اشاهد ابنتي كل يوم تبكي امامي لا تريد الزواج حرمها من التعليم ومن حنانه واليوم يرميها لشخص ضائع حتى لا يغضب زوجته.. ذكرتها بالصبر فالله ولي الصابرين والصبر مفتاح الفرج .. وفي الطريق وهم عائدون .. لتنفيذ مخططهم انحرفت السيارة وهم على الطريق في هوة سحيقة كان قضاء الله وقدره بالدرجة الاولى وكانت نصرة الله للمظلوم ورغم كل ما حدث فقد حزنت عليه فقد كان زوجي وعشيري سنوات طويله ووالد ابنتي الوحيدة .