شهدت السلع أداءها الإيجابي الأول في الأسبوع الماضي، حيث ساعدها في ذلك الانتعاش في جميع القطاعات باستثناء المعادن الثمينة التي شهدت أرباحاً تجاوزت فيها السلع الأخرى في بداية يناير. وشهد قطاع الطاقة الزيادة الأكبر مع أرباح في الغاز الطبيعي وخام غرب تكساس الوسيط تجاوزت خسائر البنزين البسيطة. حلت المعادن الصناعية في المركز الثاني مدعومة من الأرباح القوية للنيكل والرصاص ما أسهم في تعويض خسارة النحاس الطفيفة، فيما التحق قطاع الزراعة ببقية القطاعات، حيث شهدت كل من حبوب الصويا والمواشي أسبوعا إيجابيا بشكل عام تزامنت مع أسبوع آخر من الخسائر للقهوة والسكر. ووصل الغاز الطبيعي إلى أعلى معدلاته في ثلاثة أسابيع بناء على توقعات باستمرار موجة البرد التي تتعرض لها الولاياتالمتحدة، مما سيؤدي بدوره إلى السحب القوي للغاز من مرافق التخزين الأرضية في الولاياتالمتحدة مع استمرار ازدياد الطلب على التدفئة. وأظهرت بيانات التخزين الأسبوعية تناقصاً بمقدار 287 مليارا إلى 2.53 تريليون قدم مربع، رغم أن هذا المعدل أقل من المتوقع وساعد في تهدئة المتداولين، إلا أنه يمثل الهبوط الأكبر في البيانات الاسبوعية منذ عام 1994 وترك هذا المخزونات بمعدل أقل 20% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وانتعشت عقود المواشي الآجلة التي يكون توصيلها في شهر أبريل لتصل إلى أعلى معدل لها على الاطلاق عند عتبة 1,398 دولار أمريكي للباوند في بورصة شيكاغو التجارية حيث من المتوقع أن يشهد انتاج لحوم الابقار رقماً قياسياً في الهبوط خلال الربع الأول مقارنة مع الربع السابق. وأدى التراجع في توافر العرض إلى هذا الانتعاش، حيث نتج عن الطقس الأبرد خلال 20 عاماً تراجع عدد القطعان ووزنها. وكنتيجة لذلك، ارتفع سعر لحم البقر في السوق النقدية إلى معدل استثنائي يفوق سعر عقود أبريل الآجلة. طالما استمر السحب من السعر النقدي أبعد من ذلك فإن منافع عقود أبريل الآجلة محتملة وربما يتبين أن أية انتكاسة فنية في الحالة الراهنة للسوق الذي يمثل منطقة ذروة الشراء قصيرة الأمد. وأدى نقص المساهمات الموجهة الجديدة في بقاء الذهب حبيس معدل تداول لا يزيد عن 23 دولارا وهو أقل معدل له منذ أغسطس 2009 إذا ما استثنينا التداول خلال فترة عيد الميلاد. وفشلت عدة محاولات للخروج من منطقة المقاومة التي تقع حالياً بين 1225 و1268 دولارا، حيث أدت في نهاية المطاف إلى استسلام دائم لكن تم تقديم الدعم بسرعة وأمضى الذهب تداوله بقية الأسبوع هامشيا. ولم يتغير حال الذهب كنتيجة لما شكل بداية عام قوية بالنسبة للمعادن الثمينة. وكانت معظم عمليات البيع التي شهدها شهر يناير مدفوعة بشكل رئيسي من الأخبار الايجابية القادمة من السوق الفعلي، حيث بقي الطلب ثابتاً قبل احتفالات رأس السنة القمرية الصينية في نهاية يناير بالاضافة إلى بعض التعديلات التي قامت بها صناديق التحوط والتي اقترب بعضها من معدل المواقف القصيرة في نهاية ديسمبر.