يأمل اقتصاديون ورجال اعمال ومسؤولون بحرينيون ان ينعكس سباق (الفورمولا واحد) الذي نظم بالقرب من المنامة، بصورة ايجابية على الاقتصاد البحريني لا سيما على قطاع السياحة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس، رأى المحلل الاقتصادي احمد اليوشع ان السباق الذي نظم لاول مرة في الشرق الاوسط، يتعدى كونه حدثا رياضيا، لانه استثمار اقتصادي كبير. فهو يعطي دفعة قوية لقطاع السياحة (الذي) يمر بمرحلة تغيير ويحاول هضم المتغيرات السياسية في البحرين. وقال اليوشع الذي كان يتحدث لوكالة فرانس برس من موقع الصخير حيث اقيمت حلبة السباق التي كلفت 150 مليون دولار، انه استثمار كبير وجديد. وعشية السباق، توقعت دراسة استطلاعية اعدها مركز البحرين للدراسات والبحوث شبه الحكومي ان يبلغ حجم انفاق جمهور (الفورمولا واحد) خلال السباق حوالي 28 مليون دينار بحريني (قرابة 74 مليون دولار اميركي). واشارت مصادر في الحلبة الى ان عدد الجمهور تخطى 41 الف متفرج. وكان رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة رئيس مجلس ادارة حلبة البحرين الدولية الشيخ فواز بن محمد آل خليفة قدر حجم الاستثمارات في المنطقة المحيطة بالحلبة بنحو مليار دولار تتضمن انشاء فنادق ومنتجعات سياحية. لكن اليوشع رأى ان القطاع الخاص في البحرين ما زال مترددا ولم يأخذ دوره حتى في ظل المشروع الاصلاحي. وقال الخبير الاقتصادي انه لابد ان يتم التفكير في بناء المزيد من فنادق الخمسة نجوم وتحسين الخدمات السياحية وطرح منتجات سياحية جديدة وتطوير الصناعات الحرفية التقليدية والطيران والمواصلات. وقال: استغرب عندما ارى الحكومة تقوم بمبادرات اقتصادية، لكن القطاع الخاص ما يزال سلبيا وينتظر , لا يمكن ان تتحمل الدولة كل شيء من التخطيط الى التنفيذ ,الافكار يجب ان تأتي من القطاع الخاص. وبعد ان اكد ان القطاع الفندقي قادر على رفع قدراته، رأى محمد بوزيزي وهو مسؤول مخضرم في الصناعة الفندقية بالبحرين ان عجلة الاستثمار تحركت فعلا، مضيفا نرجو ان لا تتوقف وان لا يحدث ما يعكر صفوها. ويبلغ عدد الغرف الفندقية في البحرين حاليا 15 الف غرفة بينها خمسة الاف تم اعدادها عشية السباق. وقد اقام عدد كبير من المتفرجين الاربعين الفا في دبي او في الدمام. وقال بوزيزي ان جذب الاستثمارات والسياح يتطلب منتجات سياحية جديدة وتشريعات وقوانين لحماية الاستثمار. واوضح قائلا لماذا لا نفكر في اقامة مراكز للرياضات المائية وحدائق ومنتزهات مائية ومتاحف بحرية , يجب الاستعانة بالخبرات الدولية, القطاع الخاص يريد تشريعات وضمانات وحماية قانونية لجذب الاستثمار لابد ان تكون لديك مشاريع جاهزة. واكد رجل الاعمال فاروق المؤيد ان أول مكسب للبحرين من تنظيم السباق هو السمعة العالمية وتحفيز مباشر لقطاع السياحة خصوصا. ولكن المؤيد شدد على ان المطلوب هو تشريعات تجعل المستثمر مطمئنا لعدم تغير القوانين من وقت لآخر. المستثمرون لن يأتوا اذا لم توجد سياسات استثمارية واجواء مطمئنة. وقال نحن كمستثمرين نطالب بالامن. الامن هو اساس الديموقراطية , علينا ان ندرس تجربة هذا العام لكي نتعلم للمستقبل. من جانبه قال محمود المحمود وكيل وزارة الاعلام البحرينية، المسؤولة عن قطاع السياحة، ان الوزارة لديها خطة للتنشيط السياحي، مضيفا بان السياحة في البحرين مقبلة على فترة من الانتعاش. واوضح المحمود ان تحسين البنية التحتية السياحية على رأس الاولويات، موضحا ان انجاز لائحة معايير موحدة لجميع المرافق السياحية وتصنيف الفنادق الذي تم مؤخرا سيسهم في تنشيط العمل الفندقي مضيفا بان انشاء هيئة مستقلة للسياحة سيسهم بدوره في وضع اطار تشريعي يساعد على استقرار ونمو هذا القطاع.