كانت الحياة بالنسبة لها: بحرا وضياء وشمسا مشرقة، تملؤها السعادة في الربيع. تناغم الياسمين وتداعب سنابل القمح خائفة جداً .. فقيرة جداً .. تكره الغروب عندما يختبىء وراء التلال ، تقول: .... ثمة أناس يختبؤون ولا يعودون مثله هو .... من هو ؟ هو المجهول هكذا أدعوه دائما طفله : في عالم نسي الطفولة منذ زمن تبكي بصوت وتذرف الدموع بصمت تتدلى دياجير الليل من جفونها تهطل أمطار الشتاء من عيونها تركها : ورحل .. صار يمثل طيفا سربا لم تعد تدري.. أتى أو رحل ... عندما يجيء ترجوه أن يرحل وحين يهجرها توشك على البكاء تترقب عودته. تنتظر شروق الشمس ليعود النبض وتحيا روحها من جديد هو يملك المال وينعم بعيدا عنهم هم فقراء ... بخبز قديم كانت دائما تردد لو أن (فيكتور هوغو) سمعني لجعل من قصتي حكاية من البوساء.. تتراكض مع إخوتها حول حقول القمح وجداول الأنهار بشعور ممتزج بين قسوة ورضا . يتموج مجهول في داخلها بمرارة تحلم بغيمة بيضاء تحملها بعيداً عنه تكرهه .. لأنه خوف لا يفارقها هي يعشق الدفء وترجو الأمان متربعا على عتبات أيامها ملت من أرض عادية حين ينام إخوتها ورؤوسهم تستند على أذرعهم .. بينما هو في نعيم . كئيبة تظن أن الصباح لن يعود وإن الأيام لن تبصر الضياء تكبر وتكبر معاناتها معها. غدت السماء رمادية في نظرها والربيع شأنك لكنها الآن ملكت القرار ستسافر حين تسافر دمعة حزن .. تعبت من ليل يتمايل فيه الجرح الغائر والآلام وصرخة طفل تعلو في وجه المجهول أرحل .. حين تغادر بعد زمان اللوعة سأرحل دون شراع لاسقط في دائرة الكون العاصف في الأعماق .. رحلت لتسلك درب الشاطىء وتسكب في بحر الظلمات .. تطل الشمس وترسل نحو الدمعة جناحاً دافئاً تبعد عنها سيل الزبد وتسكن فيها روح الحنان حملتها فوق النسمات فوق شراع الغيم العائد مع أيام الصيف بحثت عن قافلة الدمع الهارب من ظلمات الدهر . فوق جناح الغيم الداكن ثم يعود ويهمس ذاك البحر، وتلك دموع أمها ووجه أمها وهذا الزبد المتعب والأمطار منذ الأزل وحتى الآن تهرب ترحل .. تتراكض عبر الأزمان ترجو أملاً ترجو حنانا فلقد عاشت عمراً مراً تبكي أعواماً وشهورا عاشت كانت كالبؤساء قصة عمر حالم بدرب آمل وأسرة يملؤها الحب الجائع .. ستأخذ ذكريات أمها والمنزل العتيق وقطفة من سنابل رحلت .. وهو مازال طائشا مثل قارب ينزلق عبر الأمواج . مشت وعيونها عالقة في الأفق البعيد رامقة طفولتها المعذبة غافية على محطات سرمدية تريد أن تحيا تريد البقاء حدثتها : لماذا .... أنا ... قصة إنسان يهرب من ظلم الانسان راحلة أنا وصرت أنا كالهارب من الرمضاء للنار. @@ فادية كامل الاحساء من المحرر: أسلوبك جيد تهيمن عليه الشعرية، ولكن يا أخت نادية لا نستطيع ان نقول عن هذه الكتابة (البوحية) قصة قصيرة وإن كانت فيها جماليات عديدة عموما لديك قدرات جيدة في الكتابة الشعرية والقصصية يمكن مع القراءة والخبرة تنميتها .