لا أعتقد أن هناك مدرسة في جميع المستويات ينقصها مقصف يوفر بعض أنواع المأكولات والعصيرات التي يحتاجها الطلاب خلال تواجدهم بالمدرسة.. لكن السؤال الكبير الذي يتبادر إلى الذهن هو: هل تخدم المواد التي تبيعها المقاصف صحة أطفالنا وشبابنا؟! المتتبع لنوعية الأطعمة والمشروبات التي تقدمها المقاصف يجدها لا تفيد الصحة بشيء، نعم انها تعمل على اشباع الجوع لكنها غير مفيدة اطلاقاً وكان من المفترض أن تخضع الوجبات المقدمة إلى دراسة جادة وفقاً لخبراء التغذية. لقد كان المقصف فيما مضى يعمق روح التعاون والادخار والاستثمار إذ كان المقصف يهدف بصورة أساسية إلى زرع وتأصيل هذه الأشياء لدى الناشئة، الذين كان المقصف لهم ويديرونه بمعرفتهم. ان اسناد المقاصف إلى متعهدين جعل الهم الأكبر من هذا النشاط هو الربح المادي دون النظر إلى النواحي الأخرى. المقاصف في معظمها عبارة عن غرف من الصفيح مليئة بالفتحات التي تسمح بدخول الحشرات، كما أن الغذاءات المقدمة لا تراعي الفائدة الغذائية للأطفال فهناك الشبسي والشكولاته والعلك والأيسكريم الملون، ان تناول الشكولاته بشكل متكرر لا يخلو من محاذير صحية إذ أنها تقود إلى السمنة وتسوس الأسنان، أما المشروبات والعصيرات فنجدها مليئة بالسكر والأصباغ والإضافات غير الصحية وهي بعيدة كل البعد عن الاشتراطات الصحية التي وضعتها الوزارة على المتعهدين في هذه المقاصف. ان الواقع المعاش يوضح إحالة المتعهدين اشتراطات الوزارة إلى المعاش، فالمقاصف مليئة اليوم بشطائر الفول والفلافل والبطاطس والعصائر التي تجهز داخل المقصف مما يزيد من إمكانية التلوث بالجراثيم الخطيرة وبالتالي التسمم الغذائي للطلاب. انني أتساءل عن الرقابة المباشرة على هذه المقاصف خاصة وأن المدرسين والمدرسات كثيراً ما نراهم يلجأون إلى تناول أطعمتهم من خارج سور المدرسة، فهل يعني ذلك أن هؤلاء المربين يعلمون بما يدور في المقاصف التي يتزاحم عليها الطلاب؟ وأتمنى أن تقدم وجبات غذائية بإشراف مختصين في التغذية لتحديد مكونات هذه الوجبات وتأمينها لكل طالب، وذلك ليبتعد هؤلاء الصغار عن العادات الغذائية السيئة ويتعودوا على نظم الغذاء الصحي. @@ جار الله العبيد الدمام