قد يبدو ابتكار هاتف جوال ينقل الصورة والملمس والرائحة والطعم والمشاعر محض خيال.. ولكن هذا بالضبط هدف كبير خبراء التكنولوجيا في شركة اجهزة اتصالات بارزة في اليابان. وقال كوتا كونيشيتا من شركة ان. تي. تي دوكومو في مقابلة مع رويترز "تستطيع هواتفنا الآن الصوت والصورة ولكننا بحاجة الى تقوية أبحاثنا في وسائل اتصال الحواس الخمس، يحلم رئيسنا كيجي تاشيكاوا باستخدام الهاتف لنقل الاشياء بشكل مادي. قد يبدو هذا مستحيلا ولكنني اعتقد اننا سوف نستطيع في النهاية تقديم خبرة مثل هذه للمستخدمين".يرأس كونيشيتا أكبر شركة يابانية لابحاث وتطوير الجوال ويعرف مقرها باسم "مدينة أبحاث يوكوسوكا الصناعية" ومساحتها 64000 متر مربع وتبعد مسافة 90 دقيقة جنوب شرق طوكيو. تقول دوكومو ان المنشأة الضخمة اقيمت في 1998 وهي الوحيدة في العالم بهذا الحجم التي تديرها شركة اتصالات لاسلكية. ميزانيتها 130 مليار ين "24,1 مليار دولار" وتضم نحو 1200 باحث. انها مدينة صغيرة بمطارها وفندقها ومطاعمها ومحطة للقطارات. وبالاضافة الى دوكومو اقامت أكثر من 50 شركة مثل ماتسوشيتا للصناعات الكهربائية وكانون ونوكيا الفنلندية ونحو ست جامعات مهتمة بالتعاون مع دوكومو معامل في الموقع.ويقول البعض ان الموقع شبيه بمعامل بل التابعة لشركة الاتصالات الامريكية العملاقة ايه. تي. اند تي. وتركز دوكومو وهي كلمة بابانية معناها "أي مكان" ابحاثها على مشروعات طويلة المدى والبحث عن أفكار جديدة. قال كونيشيتا ان الباحثين يستطيعون عمل أي شيء بتمويل من ميزانية المركز وبمكنهم أيضا متابعة أي فكرة جديدة. وتعرض دوكومو رؤيتها المستقبلية في فيلم دعائي عنوانه "رؤية 2010". يظهر فيه رؤساء شركات يديرون مؤتمرات دولية على شاشات كبيرة مع ترجمة فورية وشاشات اخرى صغيرة على أكمام القمصان ونوافذ السيارات. ويستطيع الاطفال تعلم صناعة الخزف بقفازات لاسلكية.وللباحثين أيضا حرية ابتكار اجهزة اتصالات وان كان تنفيذ بعض الافكار يتوقف عادة بعد ثلاث سنوات اذا لم تحقق نجاحا عمليا. وتمخض هذا عن أفكار مثيرة مثل هاتف يستطيع التقاط ما يقوله المتصل بدون سماع صوته. توضع مجسات على الشفة العليا والوجنة والذقن لقراءة تحركات الفك وترجمتها الى كلمات الكترونيا. وحتى الان تسمح التجرية وعمرها ثلاث سنوات بقراءة الحروف المتحركة اليابانية فقط. وقال كونيشيتا ان هذه التكنولوجيا يمكن ان تساعد المعوقين أو العاملين في بيئة تسودها الضوضاء مثل مواقع التشييد. أضاف ان الشركة ستقرر قريبا ما اذا كانت ستستمر في هذه التجربة. وفي مشروع اخر يقوم الباحثون بتجارب على امكانية ابتكار ما يسمونه "صوت ثلاثي الابعاد"، ويتخيل كونيشيتا مستقبلا يستطيع فيه الهاتف الجوال ان ينتج أصواتا تبدو كانها تاتي من اتجاهات مختلفة بحيث يمكن للزائر ان يدخل متحفا ويسمع تعليقات منه كما لو كانت صادرة من المعروضات نفسها. أو يستطيع رجل أعمال ان يكون على اتصال بمؤتمر بالصوت والصورة وبالحاضرين فيه عن طريق الهاتف الجوال. وقال كونيشيتا ان هذا المنتج قد يظهر في الاسواق خلال عامين تقريبا.أضاف "توصلنا تقريبا الى ابتكار الصوت الثلاثي الابعاد والخطوة المقبلة الصورة الثلاثية الابعاد، لا اعرف التوقيت ولكنني اريد ان يحصل الناس على صورة في هواتفهم ويشعرون كما لو كانوا يلمسونها. والهدف الاكبر سيتحقق اذا استطعنا بث الرائحة والطعم أيضا".