فشلت قوة حلف شمال الاطلسي لاحلال الاستقرار (سفور) من جديد امس في اعتقال رادوفان كرادجيتش اهم المتهمين بارتكاب جرائم حرب تلاحقه محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة، المطارد منذ العام 1997.وقال المتحدث باسم القوة ديف ساليفان قمنا بعملية دولية في بالي لاعتقال رادوفان كرادجيتش لكننا لم نعثر عليه، موضحا ان مدنيين جرحا في العملية. قد دخل نحو اربعين من الجنود الاميركيين والبريطانيين من قوة الحلف الاطلسي تساندهم مروحيات، فجر الخميس مدينة بالي قرب ساراييفو حيث قاموا بتفتيش كنيسة ارثوذكسية ومبان تابعة لها ومنزل الكاهن في وسط المدينة. واوضح المتحدث رغم كل الاجراءات التي اتخذت للحد من المخاطر جرح مدنيان كانا داخل المنزل عندما قامت القوة بتفجير ابوابه بعبوات ناسفة. واضاف ان الجريحين نقلا الى المستشفى على الفور لكنه رفض ان يذكر اي تفاصيل عن حالتهما. وقالت وكالة الانباء الصربية (تانيوغ) ان الجريحين هما الكاهن يريميا ستاروفلاه وابنه الذي يبلغ من العمر 28 عاما. وذكرت مصادر طبية ان الرجلين ادخلا قسم الانعاش في مستشفى توزلا (شمال). وذكر صحافي من وكالة فرانس برس ان نوافذ منزل الكاهن وواجهات عدد من المحلات التجارية قرب الكنيسة تحطمت. وقال شهود عيان ان مروحية تابعة لقوة الحلف الاطلسي حطت فجر امس في حديقة الكنيسة بينما وصلت قوات برية بحافلتين صغيرتين وشاحنة مدنية. وبعد قليل، سمع دوي انفجارات قوية بينما كان الجنود يطوقون الكنيسة. يذكر ان محكمة الجزاء الدولية وجهت الى رادوفان كرادجيتش (58 عاما) في 1995 التهم بارتكاب عمليات ابادة وجرائم حرب وجرائم ضد البشرية. وتتهمه المحكمة بدور في قتل اكثر من سبعة آلاف مسلم بعد سقوط مدينة سريبرينيتسا في يوليو 1995. وكانت المحاولة السابقة لاعتقال كرادجيتش جرت في يناير الماضي في بالي التي كانت مقر اقامته خلال الحرب. وقالت قوة احلال الاستقرار ان كرادجيتش المريض توجه الى المدينة بحثا عن مساعدة طبية. وقالت المدعية العامة لمحكمة الجزاء الدولية كارلا ديل بونتي ان الحلف الاطلسي كاد يعتقله لكنه فشل في اللحظة الاخيرة. واضافت ان كرادجيتش كان هناك لساعات الا ان قوة احلال الاستقرار وصلت متأخرة ساعتين، كما شنت القوة في 28 فبراير والاول من مارس 2002 عملية جديدة في محاولة لاعتقاله، باءت بالفشل. وكان كرادجيتش تعهد في 19 يوليو 1996 تحت ضغط الاسرة الدولية بوقف كل نشاطاته العامة لكنه واصل سرا لعب دور حتى انتصار خصومه المعتدلين في الانتخابات التشريعية في 1997. واعلن كرادجيتش في تلك السنة انه مستعد للمثول امام محكمة صربية باشراف محكمة الجزاء الدولية، لكنه اختفى من مقر اقامته في بالي بعيد هذا الاعلان. ومنذ ذلك الحين تصدر شائعات متضاربة عن مكان وجوده من حين لآخر، مما يسهم في التشويش على عملية مطاردته. وقد تحدثت صحف البوسنة وكرواتيا عن وجوده في فوتشا وفيسيغراد ومونتينيغرو وبلغراد بينما ذكرت صحيفة بوسنية في سبتمبر 2000 انه شوهد في واحدة من ضواحي ساراييفو. واكدت كارلا ديل بونتي في فبراير الماضي وجوده في بلغراد وهي معلومات لم تؤكدها السلطات الصربية. وجرت عمليات اخرى وخصوصا في اغسطس 2003 يوليو 2002 في بالي للقضاء على شبكات تدعم كرادجيتش. وفي الاطار نفسه، جمدت الاسرة الدولية الحسابات المصرفية لعشرات الاشخاص بينهم شقيقه وابنه وابنته وزوجته التي اكدت في حديث لصحيفة (يوتارني ليست) الكرواتية في يناير الماضي انها لم تتلق اي معلومات عن زوجها منذ سنتين. وقالت ان الذين يراقبوننا بشكل متواصل يعرفون جيدا انني لم اجر اي اتصالات مع رادوفان منذ اكثر من سنتين. من جانبه قال الكابتن ديف سوليفان المتحدث باسم قوات حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الاطلسي (لم نعثر على الشخص الذي كنا نبحث عنه). واضاف: اجرينا عملية مركزة.. لنحتجز رادوفان كارادزيتش. وفتشنا مبنى سكنيا اداريا ولكننا فشلنا في الوصول الى مكانه. وقال احد سكان المنطقة الذي زعم انه رأي العملية كلها ان شخصين جرحا لم يكشف عن هويتهما اثناء الغارة التي بدأت عندما تسلل فريق من الجنود الامريكيين الى بالي بعد فترة قصيرة من الساعة 1.15 صباحا 23.15 بتوقيت جرينتش من يوم الاربعاء. قوات الناتو فشلت في البوسنة