رأى محللون امس الجمعة ان النداء الذي وجهته ليليانا زيلين كرادجيتش الى زوجها رادوفان كرادجيتش الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة امس الاول يمكن ان يدفعه الى الاستسلام. وقال برانكو تودوروفيتش الذي يعمل في فرع صرب البوسنة في لجنة هلسنكي لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان «نداء زوجته قد يؤدي بالتأكيد الى استسلامه. سيكون مفاجئا فعلا الا يصغي لنداء اقرب الناس اليه». وكانت ليليانا كرادجيتش دعت الخميس زوجها الى الاستسلام لمحكمة الجزاء الدولية في لاهاي التي وجهت اليه تهمة الابادة، في مقابلة بثها التلفزيون الصربي البوسني. وقالت ليليانا كرادجيتش انه «مؤلم وصعب ان اطلب ذلك منك ومع ذلك ارجوك من كل قلبي وروحي ان تستسلم لمحكمة الجزاء الدولية». وقالت والدموع تملأ عينيها وقد جمعت كفيها في وضعية الصلاة «ستكون تلك تضحية من اجلنا ومن اجل عائلتنا. املا في ان تكون حيا وان تقرر ذلك بمحض ارادتك، ارجوك ان تتخذ هذا القرار وان تفعل ذلك من اجلنا جميعا». والنداء هو الاول الذي توجهه الزوجة لزوجها والذي قالت فيه «وسط يأسي وعجزي، هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن ان افعله». وقال المحلل العسكري انطونيو بريليندا ان «نداءها كان مؤثرا وصادقا. من المؤكد ان الضغوط التي تتعرض لها الاسرة (كرادجيتش) اسفرت عن نتائج اخيرا». واضاف ان توقيف الكسندر نجل رادوفان كرادجيتش في بداية تموز/يوليو مرتبط على الارجح بنداء زوجته هذا. وافرج عن الكسندر كرادجيتش بعد عشرة ايام من استجوابه. ولم تعلن نتائج هذا التحقيق. وكان حلف شمال الاطلسي اتهمه «بدعم متهمين بارتكاب جرائم حرب فارين» ورأى انه يملك معلومات يمكن ان تؤدي الى اعتقالهم. وقال بريليندا «قد يكون الحلف وجد اخيرا وسيلة معنوية مفيدة». لكن مسؤولي الحلف في ساراييفو يعارضون هذا التفسير. وقال المتحدث باسم الحلف ديريك شابل ان «توقيف ساسا كرادجيتش لا علاقة له باستراتيجية نفسية. لقد اوقفناه لاننا نملك ادلة سمحت لنا بذلك. ليس لدي علم باي مفاوضات». وقد داهمت قوات الحلف الذي شن عدة عمليات لم تجد لتوقيف كرادجيتش، منازل العديد من اقرباء كرادجيتش في بالي التي كانت مقر قيادة صرب البوسنة خلال حرب البوسنة (1992-1995). وقال محلل سياسي آخر في ساراييفو امير هابول ان نداء زوجة كرادجيتش يشكل «المرحلة الاهم على طريق توقيفه». واضاف «لا يمكن استبعاد امكانية التفاوض لاستسلامه وليس من السهل الاختباء في الغابات ثمانية اعوام»، موضحا ان كرادجيتش «قد يكون تعب من الاختباء وزوجته لم تقم سوى بتأدية دورها». ورأى ان «كرادجيتش سيتجنب بهذه الطريقة ان يبدو جبانا ولن تتأثر الاسطورة المحيطة بشخصيته وسيظهر كالرجل الذي تأثر بدموع زوجته». وكرادجيتش فار منذ ان اتهمته محكمة الجزاء الدولية عام 1995 بالابادة وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية اثناء حرب البوسنة.