ليس هناك أدنى شك في ان رئيس الوزراء الإسرائيلي اريل شارون من أكثر القادة الأجانب التئاما مع الدبلوماسية الأمريكية والاستراتيجية الحديثة لها من أي دولة أخرى. فمنذ أحداث 11 سبتمبر 2001 يمضي شارون والرئيس بوش في اتجاه نفس الاستراتيجية وهي ملاحقة الإرهابيين والمخططين للهجمات الإرهابية ضد مواطنيهم ليدفعوا ثمن تصرفاتهم ونواياهم وبذلك اصبح شعار الرجلين مطاردة الارهابيين حتى يأسروهم او يقتلوهم مهما كانت العواقب. لا شك في ان هذه العواقب تختلف في صراع بلد صغير في الشرق الاوسط يحارب من اجل وجوده.. وبين قوة عالمية تدير اكثر تحالفات العالم قوة وتحقق من خلال ذلك الاستقرار الدولي. وهذه نقطة لا يشك احد في وضوحها ، ولكن اغتيال اسرائيل الشيخ ياسين حمل الموقف للعالم كله واثر ذلك في المسؤولين الأمريكيين خاصة عندما جاء مسؤول امريكي وصرح متلعثما وبشكل تلقائي ودون مبالاة في تعليق على الاغتيال انه (لاشئ مهم قد حدث) إن ذلك نوعا من الغباء السياسي وجعلنا في مشكلة كبيرة. لأن هذا التصريح وضع الولاياتالمتحدة في ورطة حيال التحدي الضخم الذي تواجهه في الشرق الاوسط خاصة حيال المساعي الديموقراطية التي تقودها في العراق. وتشجيعها انتشار الديموقراطيه في بقية انحاء العالم العربي للحفاظ على مصادر البترول أمنه ومتدفقة وهذا ما حدث أيضا في موقف القائد الاسرائيلي الذي يواجه تحديا ارهابيا مماثلا والذي يقود في نفس الوقت العشرات من المهام الحيوية على المستوى العالمي. ان قتل شيخ قعيد بصواريخ اسرائيلية وهو خارج من المسجد قضى على كل هذه المهام ودمرها. لأن ردود الأفعال في كل مكان سواء في قطاع غزة او الدول العربية حمل شكا حيال جهود بوش للترويج لمبادرته الكبرى في الشرق الاوسط ودل ضمنا على ضرورة استبدال الولاياتالمتحدة بالامم المتحدة سواء في العراق او في حث دول الشرق الاوسط لمحاربة القاعدة. ومن المحتمل أن يكون السيد شارون مازال يتساءل حول ما الجديد فيما حدث انه منذ اكثر من 30 عاما فإن اسرائيل تقوم بسياسة اغتيال أهداف ممن تراهم قادة للارهاب في فلسطين الا ان العواقب من وراء الفعل الاسرائيلي هذا ليس من التي من الممكن ان يتنبأ ببساطة بها. ان القول ان اغتيال الشيخ احمد ياسين او أسامة بن لادن أمر ضروري وخطوة اكيدة لنصر نهائي هو مجرد تخمين غير موثوق به ، بل اننا يمكن ان نتنبأ بان ذبح كل قائد ارهابي مهم يولد 10 اخرين من المتعصبين ويزيد المشكلة الامر الذي يقضي على المستقبل. ان القضاء على قادة الحركات الارهابية والزعم بانه تكتيك محتم كان حكمة قديمة في العالم العربي واوربا وحتى الولاياتالمتحدة. الا ان تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي يقول ان الوضع لا يحتمل حدوث ذلك ان ما يحتاجه شارون الان هو النظر للصورة الكبيرة للوضع كله. وان يتوقف عن اعتقاده بان حرقه غزة وتركها خرابا امر يمكنه ان يعيش في ظل نتائجه. كل ذلك يجب ان يكون واضحا في ذهنه قبل الاقدام على اي فعل اخر. واشنطن بوست