منهجية التعليم في المملكة منفردة في أسلوب ارتباطها المفصلي بمركباتها العضوية حيث نجد ان كل قطاع تعليمي يخضع لجهاز حكومي مختلف ومستقل بقراراته مما يشتت جهود التخطيط في التطوير والاصلاح لاختلاف منظور كل جهاز للعملية التنموية لتعدد زوايا الاهتمامات الاختصاصية. لان الاجهزة التربوية يهمها في المقام الاول تخريج معلمين وما يدور في فلكها وتتجه الاجهزة الصحية لتخريج الاطباء والممرضين والصيادلة وكذلك مراكز التدريب والمعاهد الفنية تهتم بتخريج الحرفيين وهكذا في بقية المجالات دون ان يكون بينها رابط او تنسيق مما يزيد من التراكم الكمي لفئة على حساب اخرى وهذا يتسبب في عجز التخصص المطلوب والمنهمرة الحاجة اليه بالرغم من وفرة مخرجات التخصصات الناضبة في الاحتياج مثل التاريخ والجغرافيا وعلوم البحار والاحياء المائية وهذا مايعيق اي مواءمة بين مخرجات التعليم وحاجة سوق العمل. وهنا اود الاشارة الى ماكشفه الامين العام لادارات التعليم الدكتور عبدالعزيز عبدالرحمن التويجري في جريدة الوطن يوم 30/1/1425ه عندما قال (ان المشكلة تكمن في عدم وجود الكفاءات النسائية المؤهلة في بعض المناطق) هذا هو مصدر الاستغراب بعد 44 عاما من بدء التعليم الانثوي في المملكة يوجد لدينا نقص في الكفاءات النسائية للوظائف الادارية البحتة. وفي نفس التصريح اوضح سعادة الدكتور (ان تأنيث الوظائف يبدأ من القاعدة التحتية وحتى المناصب العليا) عجبي من كل ذلك وبعد قرابة نصف قرن من الزمان مازلنا في القاعدة التحتية كيف يتسنى ذلك مع مايشاهده الجميع في بنات بلدي من قيادات نسائية ناجحة بمناصبها في مجالات اخرى مثل الاقتصاد والطب أليس ذلك يصب في محاور مقدمتي في هذه المقالة هذا اولا. وثانيا متى اصبحنا نركز الوظائف القيادية العليا مناطقيا وهل معلمات القرى والهجر النائية تخرجن من نفس القرية او الهجرة او مايصح على المعلمات لاينطبق على الوظائف القيادية والفرضية تقول العكس للتناسب العددي. وثالثا قول الدكتور (نية الوزارة تأنيث كافة الادارات والاقسام المختصة بتعليم البنات في ادارات التعليم وفق خطة متدرجة) حري بهذه العبارة يادكتور ان تقال قبل ربع قرن من الان حيث لايوجد مثل هذا الزخم من الاكاديميات ذوات الخبرة في سلك التربية والتعليم تفوق العشر سنوات ومازلن ينتظرن دورهن في الترشيح لمناصب قيادية ويسترسل الدكتور في تصريحه قائلا: لايعقل ان تبدأ وزارة التربية والتعليم في تعيين مساعدة قبل تأنيث الادارات والاقسام التي يعمل فيها الرجال والسؤال الاهم هو لماذا بقي هؤلاء الرجال حتى الان في وظائف تخص النساء 100% شؤون طالبات شؤون معلمات اشراف تربوي نسوي تفتيش نسائي وكل هذه الوظائف ليست من التخصصات النادرة التي لانجد لها من يشغلها من النساء. والعاملون عليها من الرجال لايتفوقون عن غيرهم تأهيلا او خبرة وقد نجد في البنات من يفوقهم ولو امعنا النظر واحسنا التبصر لوجدنا ان 90% من المراجعين لادارة تعليم البنات من الرجال ولكنهم بالانابة او الوكالة عن البنات وفيهم العجوز الذي لايعرف في النظام اسلوب المراجعة ولا يستطيع مناقشة اجراء وانما هو مثل ساعي البريد ينقل مايقال له ويتوسل فيمن يراجعه اليس الاجدر بنا ان نفسح المجال لهن لمراجعة ومناقشة مواضيعهن بانفسهن مع بعضهن. وما يزيد الامر وضوحا ان الرابط بين الوزارة وادارة التعليم هو المدير العام وبقية الركب في الادارة يكتفون بالمراسلة او التلفون لانجاز مهماتهم والاعباء الموكلة لهم واعتقد ان ذلك في مقدور بناتنا القيام به على اكمل وجه واحسن صورة حسب التجارب المطبقة لدينا في اكثر من صرح وهذا ما نأمل انتشاره ليصبح التصفيق باليدين معا لبناء صرح الأمة.