تتراكم معطيات التاريخ آثارا ووثائق وسجلا حضاريا وثقافيا في منطقة الاحساء الممتد عبر القرون العديدة.. منذ عهد الفينيقيين مرورا بحقب التاريخ المتعاقبة بما فيها العهد الاسلامي الذي برزت فيه الاحساء او البحرين كما كان اسمها آنئذ ثم عهد العيونيين ثم عهد الدولة السعودية الاولى والثانية.. وعهد العثمانيين ثم عهد تأسيس المملكة على يد الملك عبدالعزيز آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين. وبين تلك العهود قامت دول وحكومات.. مما ترك لدى الاسر العريقة مخزونا من المعلومات التاريخية والثقافية.. ينبغي الحفاظ عليه في مركز ثقافي يعنى بالبحث عنها وتحقيقها وفهرستها لتعزز الدراسات التاريخية والحضارية.. وليكون (مركز الاحساء الثقافي) رافدا لمؤسسة (دارة الملك عبدالعزيز) التي عنيت برصد كل ما يتعلق بتاريخ المملكة.. وليكون المركز امتدادا لها.. يعزز جهودها. ولذا فقد زار وفد رفيع المستوى برئاسة معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الامين العام لدارة الملك عبدالعزيز, منطقة الاحساء منذ ثلاثة اسابيع ولمدة ثلاثة ايام.. وكان الوفد محل ترحيب وتقدير واكرام.. كما هي عادة اهل الاحساء كرما وحبا للعلم واهله.. وتأتي هذه الزيارة في اطار جهود الدارة للحصول على المعلومات والوثائق والكتب ذات العلاقة.. والتعامل معها بشكل علمي وتوثيقي يفي بشروط البحث والتحقيق. ومن شأن ذلك بناء قاعدة للمعلومات تحفظ ذاكرة الامة وماضيها العريق الذي تستمد من خلاله مقومات حاضرها ومستقبلها. وقد توجه الدكتور فهد السماري بعد لقاءاته العديدة من مثقفي الاحساء وما خرج به من معلومات وانطباعات بنداء الى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد أمير المنطقة الشرقية السباق الى مباركة الاعمال الحضارية والثقافية ودعمها ماديا ومعنويا.. للموافقة على انشاء (مركز الاحساء الثقافي) ودعمه ورعايته ليضيف مكتسبا جديدا الى اسهاماته الثقافية العديدة.. فمركز الاحساء الثقافي يشكل انجازا ثقافيا عظيم الاهمية.. و(دارة الملك عبدالعزيز) لديها الاستعداد بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس ادارتها للاشراف علميا وفنيا على انشاء المركز من واقع تجربتها وخبرتها في هذا المجال.. وسيتفاعل ابناء الاحساء مع هذا المركز وسيقدمون ما لديهم من معلومات تكاد تندثر في زوايا الاهمال. ولقد سجل الدكتور فهد السماري في مقالته في صحيفة (الرياض) بتاريخ 10/3/2004م.. بعنوان (في رحاب هجر) ذلك الاستقبال الحافل من مثقفي الاحساء ومنتدياتها والتعاون الايجابي مع وفد الدارة. ويجدر ذكر بعض ما جاء في مقالته فيما يلي: قال: عندما تذكر هجر فان الذهن يتبادر الى الخير والعلم حيث عرفت بانها موطن التمور والرخاء وموطن العلم والمعرفة. وهجر وهي الاحساء الغالية شهدت عصورا من العلم والمعرفة واسرها المعروفة بالعلم والثقافة الواسعة التي صاغت تلك الفترات المضيئة واليوم تشهد تواصلا مع ذلك العلم والمعرفة في جوانب كثيرة. وقال: ومن منطق تواصل (دارة الملك عبدالعزيز) مع ابناء الوطن الغالي في كل مكان كانت الفرصة بزيارة ثمينة للاحساء لمقابلة عدد من المهتمين بتاريخ الاحساء. ثم ذكر لقاءاته ومشاركته في المنتديات وهي: * منتدى الشيخ أحمد المبارك. * منتدى اثنينية النعيم. * مقابلة الشيخ ابراهيم بن عبدالمحسن العبدالقادر. * مقابلة مؤرخ الاحساء واديبها الاستاذ عبدالرحمن الملا. * مقابلة الدكتور نبيل المحيش. وقد اثنى على مقترحات ومعلومات الذين حضروا المنتديات من المثقفين كما اثنى على اسرة العبدالقادر عندما بادرت بنقل مخطوطات مكتبة الشيخ محمد آل عبدالقادر الى جامعة الملك فيصل لابرازها والعناية بها.. وقد سعدت (دارة الملك عبدالعزيز) بان تشترك مع الجامعة وتتعاون معها في المحافظة على هذا التراث المهم والنادر. وناشد اسر الاحساء ان تبادر الى الاستجابة لرغبة الدارة في تقديم ما لديها من كتب ومخطوطات ووثائق وتصويرها من قبل الدارة وترميم التالف منها ثم اعادتها الى اصحابها لحفظها او اهدائها الى مكتبة الجامعة او الدارة. وقد اثنى على صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الاحساء وعلى حرصه الشديد على الارتقاء بمستوى التوثيق وتوسيع دائرة الاهتمام لتشمل جميع عناصر التاريخ. ويتجه الرأي نحو اقتراح: انشاء (مركز الاحساء الثقافي) وليكون مقره جامعة الملك فيصل وليرتبط علميا وفنيا بدارة الملك عبدالعزيز وان الجميع يتطلعون الى موافقة ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد على انشاء المركز والله ولي التوفيق.