أسئلة ومساع تدور لنشر وتطبيع الزهد في الكليات النظرية في جامعاتنا وأننا لا نحتاج إليها. وسؤالي: هل توجد أمة تتبرأ من وجودها؟ قطعا لا، لذا فالكليات النظرية هي وجود الأمم، لأنها تتناول دراسة دينها بالتفصيل وتاريخها الماضي والمعاصر وشئونها الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية عامة. إن الدراسات النظرية هي من أسس بناء الخطط والاستراتيجيات للدول في مجالاتها المتعددة، ولنلق نظرة سريعة على واقع الدول القوية من حولنا. على ماذا يرتكز نظام قوتها؟ على مجموعة متميزة من الإعلاميين والاقتصاديين وخبراء التاريخ والأديان واللغات والعلوم الاجتماعية، ليرسموا للساسة خططا خاصة بالبلاد وخططا خاصة بالأعداء. ولنتأمل أيضا حال المستشرقين الذين أفنوا أعمارهم في دراسة إسلامنا ولغته وكتبه وتاريخه وعلمائه وكلها علوم في مصطلح المعاصرين علوم نظرية. ثم الكليات النظرية دخلت معها أقسام اللغات غير العربية، ونال أصحابها ما ناله الآخرون، فماذا التركيز والطرق بشدة على وجوب إغلاق كليات الشريعة واللغة العربيو والتاريخ؟! إذا ماذا يحدث في جامعاتنا؟ أولا: أصبحت الكليات الشرعية بالذات مكبا لكل من تدنت درجاته، ولم يجد مقعدا في الجامعة، وهذا يعني عدم رغبة من انتظم في هذه الأقسام في الدراسة فيها وعدم رغبته في تطوير نفسه. ثانيا: عدم الرغبة الجادة لدى المسئولين في مواكبة هذه الأقسام النظرية عامة لحاجة السوق، فمثلا: لماذا لا توضع مادة اللغة الانجليزية محادثة كتابة في كل الكليات الشرعية بمستويات متعددة تصل إلى العشرة، ليتخرج الجميع وهم يجيدون الدعوة في داخل المملكة وخارجها وفي السفارات وغيرها، بل لماذا لا تضاف لغات أخرى نحتاجها وتكون لغات نادرة كاللغة العبرية والصينية والتاميلية واللاتينية ولغات أفريقيا وروسيا؟ فنحن نحتاج كل اللغات للقراءة في كتب الاستشراق وللحوار مع أصحاب الأديان المنحرفة وللدفاع عن الإسلام ثم عن بلادنا. ثالثا: لماذا لا تضاف مواد الحاسب الآلي كمتطلب رئيس لاتقانه للكليات النظرية للحاجة الماسة إليه وبناء على ما سبق تكون الدراسة في هذه الأقسام خمس سنوات بدلا من أربع سنوات. رابعا: إضافة سنة تدريب عملي للأقسام النظرية عامة كل فيما يخصه وفي مؤسسات حكومية، ليتم تأهيلهم للعمل بعد التخرج بشهادات التدريب العملي. خامسا: دعم توظيف خريجي لشريعة برواتب من الحكومة في مكاتب الدعوة وتوعية الجاليات وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وزيادة أعداد القضاة موظفي المحاكم ووزارة الحج ووزارة الشئون الإسلامية. سادسا: دعم دور رعاية الأيتام ومراكز المتسولين ورعاية العجزة وسجون الفتيات والأحداث بخريجي وخريجات الكليات الاجتماعية ورياض الأطفال. والكلام يطول لكن عجبا لأمة ضحكت من جهلها الأمم فبدلا من التفكير المهاري والإبداعي والواقعي والمستقبلي الجاد نجد الحل الفوري القفل الفوري وفقد حياتنا إذا غابت الدراسة المؤصلة لإسلامنا وتاريخنا واجتماعنا وكلها علوم نظرية كما يزعمون وهي في الحقيقة علوم عملية واقعية فلا عمل بلا علم يا عقلاء بلدي.