قال الرئيس الامريكي جورج بوش إنه كان سيبذل قصارى جهده للحيلولة دون حدوث هجمات 11 أيلول/سبتمبر عام 2001 لو أنه قد عرف أن إرهابيين سيخطفون طائرات ويدمرون بها مركز التجارة العالمي والبنتاجون. وجاءت تصريحات بوش في الوقت الذي تتعرض فيه إدارته للتدقيق من جانب لجنة تحقق في جهود الولاياتالمتحدة لمواجهة الارهاب قبيل وقوع هذه الهجمات كما تتعرض للانتقاد من جانب مسئول سابق كبير في شئون الارهاب بالبيت الابيض قال إن الرئيس لم ينظر إلي هذا التهديد باعتباره أمرا ملحا. وقال بوش خلال ظهوره في ناشوا بولاية نيوهامبشير لو كنت أعرف أن العدو سيستخدم الطائرات في ضرب أمريكا وفي شن هجوم علينا لكنت استخدمت كل مورد من مواردنا وكل رصيد لدينا كل ما لدى الحكومة من قوة لحماية الشعب الامريكي. كما عدد بوش الاجراءات التي اتخذها منذ الهجمات ومن بينها إنشاء وزارة للامن الداخلي وسن قانون لتوسيع سلطات الحكومة لتشمل التحقيق مع ما وصفهم بالارهابيين. يذكر أن اللجنة خلصت في تقرير أولي إلى أنه كان يتعين على إدارتي بوش والرئيس السابق بيل كلينتون الاعتماد على الجيش في محاربة الارهاب أكثر من الدبلوماسية وفرض القانون. وجاءت التأكيدات الاكثر قوة من ريتشارد كلارك كبير مسئولي مكافحة الارهاب في مجلس الامن القومي والذي ترك البيت الابيض في عام 2003 وأصدر كتابا الاسبوع الماضي انتقد فيه الادارة الحالية لانها لم تأخذ التهديد الارهابي بما يكفي من الجدية. وأدلى كلارك بشهادته أمام لجنة التحقيق يوم الاربعاء قائلا إنه بالنسبة إلى بوش لم يكن الارهاب مشكلة ملحة. وقال أيضا إن إصرار الادارة على الاطاحة بالزعيم العراقي السابق صدام حسين نجم عن الجهود الرامية إلى تدمير شبكة القاعدة المسئولة عن هجمات الطائرات في 11 أيلول/سبتمبر. وقال كلارك بغزوه العراق فإن الرئيس قد أضعف الحرب على الارهاب إلي حد كبير. من جانبها وصفت مستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس اتهامات كلارك بأنها بذيئة في الوقت الذي طلب فيه البيت الابيض إلى لجنة التحقيق يوم أمس الاول ما إذا كان يمكن أن تمثل رايس أمامها مرة أخرى للادلاء بشهادتها بشكل غير علني في ضوء جلسة استماع والتي شهدت عددا من الاوصاف الخاطئة في تصريحات ومواقف رايس. وفي وقت لاحق من امس الاول طلبت كوندليزا رايس مستشارة الامن القومي الامريكية اجتماعا ثانيا غير رسمي مع اعضاء اللجنة التي تحقق في الهجمات التي شنت على الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر ايلول 2001. جاء ذلك بعد ان شكا اعضاء في اللجنة من رفض رايس الادلاء بشهادة عن دورها في الشهور السابقة على الهجمات في جلسات الاستماع العلنية التي عقدتها اللجنة هذا الاسبوع. وكانت رايس قد اجتمعت لاربع ساعات مع اعضاء اللجنة في اجتماع غير رسمي في فبراير شباط. من جانبه اذاع البيت الابيض رسالة من البرتو جونزاليس المستشار القانوني للبيت الابيض موجهة الى رئيس اللجنة والرئيس المناوب يطلب منهما ان يمنحا رايس فرصة اخرى للتحدث. وكتب جوانزاليس في رسالته يقول في ضوء جلسة الاستماع امس التي شهدت عددا من الاوصاف السيئة لبيان الدكتورة رايس ومواقفها فانها تطلب ان تجتمع مرة اخرى بشكل غير رسمي مع اللجنة. وقال سكوت مكليلان المتحدث باسم البيت الابيض في وقت سابق للصحفيين ان رايس سترحب بالفرصة لتجتمع مع اعضاء اللجنة مرة اخرى خاصة بالنظر الى بعض التأكيدات التي ادلى بها ريتشارد كلارك مساعد البيت الابيض السابق لمكافحة الارهاب في شهادته. وقال متحدث باسم اللجنة ان عددا من اعضاء اللجنة مهتمون ايضا بالاجتماع مرة اخرى مع رايس لكن لم يتم بعد الاتفاق على التفاصيل. واضاف المتحدث بعض الاعضاء لديهم بالفعل المزيد من الاسئلة. وكان كلارك الذي خدم في ادارات الرؤساء الامريكيين الاربعة السابقين قال ان بوش لم يأخذ تهديدات تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن على محمل الجد وانه قلل من اهميتها مقارنة بما فعلته ادارة سلفه بيل كلينتون. وجاء انتقاد كلارك اللاذع لبوش في شهادته التي ادلى بها يوم الاربعاء امام اللجنة التي تحقق في الاحداث التي ادت الى هجمات 11 سبتمبر التي قتل فيها حوالي ثلاثة الاف شخص. وتتهم رايس كلارك بانه غير مواقفه من تأييد حرب بوش على الارهاب الى التشكيك فيها.