العمل مزدهر لصانعي جلي السلاحف، فيما يخشى دعاة حماية البيئة ان يؤدي انفتاح شهية جنوبالصين لهذه المادة الهلامية اللزجة السوداء الى تعريض مستقبل سلاحف المياه العذبة للخطر في معظم انحاء القارة الآسيوية. وتقضي احدى الوصفات التقليدية للجلي الذي يؤكل كوجبة سريعة او كدواء للشفاء من مختلف الامراض الى طحن قشور السلاحف ودرع بطنها للسلحفاة المعروفة باسم (العملة الذهبية) التي تواجه خطر الانقراض، وتحويلها الى مسحوق وطبخها مع مجموعة من الاعشاب الطبية. ويقول النادل جيف تشيونغ البالغ من العمر 18 عاما ان جلي السلاحف مفيد للبشرة وانه يأكله كلما ظهرت بثور وحب الشباب في جسمه. ويعني تراجع اعداد سلاحف (العملة الذهبية) التي ينمو ليصل طولها الى 20 سم، انه باتت تباع الآن بما يوازي ألف دولار امريكي للكيلو غرام الواحد. ويقول العلماء انه بالنظر الى ان هذه السلحفاة تواجه صعوبة في التناسل وهي بطيئة في البلوغ، فإن (العملة الذهبية) اصبحت (منقرضة بيئيا) في البر الصيني - اي ان الاعداد المتبقية غير كافية للتكاثر وتشكيل مجموعة صحية كبيرة. وتتراجع كذلك اعداد انواع عديدة اخرى من سلاحف المياه العذبة وتضم (لائحة حمراء) بالسلاحف المعرضة للخطر من اعداد الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة والموارد الطبيعية 67 فصيلة معرضة للخطر من اصل 89 فصيلة سلاحف آسيوية - بعد ان كان العدد 33 نوعا قبل اربعة اعوام فقط. ومع ان معظم السلاحف تربى في مزارع يقول خبراء ان الكثير منها يأتي من البراري ايضا في حركة استغلالية لا يمكن ان تدوم طويلا. والانواع ال 67 المدرجة في اللائحة الحمراء، تتضمن 57 نوعا تعتبر معرضة للخطر او معرضة جدا للخطر. ويقول غاري اديس كبير المديرين في دائرة المحافظة على الحيوانات البرية في مزرعة وحدائق كادوري، وهي مؤسسة ابحاث في هونغ كونغ، انه لم يبق نوع لم يطله الخطر. ان عدد السلاحف التي تستهلك سنويا في البلدان الآسيوية غير معروف، الا ان حجم استيراد السلاحف الحية في هونغ كونغ تضاعف 33 مرة خلال التسعينات. ورغم النكسة الاقتصادية الاخيرة التي أدت الى تدني الاستهلاك، استوردت هونغ كونغ 8.7 ألف طن من السلاحف الحية - او 5.8 رأس منها - على الاقل من اجل الاستهلاك الغذائي. منذ قرون والصينيون يعتبرون السلاحف رمزا للحظ الجيد - وكمادة غذائية. واليوم مع ازدهار الاقتصاد الصيني بات الناس يستهلكون الكثير من لحوم وحساء السلاحف اضافة الى الجلي الذي يعتبره البعض دواء ضد السرطان وحبوط الكلى - رغم عدم وجود دليل علمي يثبت ذلك. ويشجع ارتفاع الاسعار اصحاب المزارع والصيادين على اصطياد المزيد من السلاحف. ويصل الى الصين ملايين السلاحف كل سنة، بطرق شرعية او غير شرعية, من فيتنام وكمبوديا وتايلند والهند واندونيسيا وماليزيا وتايوان واليابان وسنغافورة. وحتى في هونغ كونغ الغنية عثر فيها على 700 فخ سلاحف مخبأة في حدائق العمل والجداول في السنة الماضية. ومع ذلك فإن دعاة الحماية يخشون أن تبقى الشهية للسلاحف الاسعار مرتفعة وتنعش عمل المهربين.