في نظرة تحسر يجول جونزالو دي ألياجا ببصره في المدينة التي ساعد في انشائها جده الاكبر الفاتح الاسباني خيرونيمو دي ألياجا في اقامتها. في الماضي اشتهرت ليما بأنها أجمل مدن أمريكا الاسبانية والان تحول وسطها التاريخي الى شبكة من المباني المهملة شوارعها مكدسة بحركة المرور موبوءة بالنشالين ومتاجر قديمة تبيع سلعا بأرخص الاسعار. والبقعة المضيئة الوحيدة بضعة متاحف لا تزال مفتوحة. وقال دي ألياجا وهو يتحدث من شرفة بيته حيث تقيم عائلته منذ 469 عاما وقت انشاء ليما في 1535 كانت ليما متأنقة مثل باريس صغيرة حتى الخمسينات. ولكن بعد سنين من الاهمال بدأ مخططون في ترميم المدينة المطلة على المحيط الهادىء والتي ادرجت على قائمة الاممالمتحدة للتراث العالمي في 1988 حيث تضم مدنا أخرى مثل هافانا وريسيف وبنما سيتي تجرى لها عمليات ترميم. ويقول خبراء ان ليما مقر لقصور وكنائس ودور قديمة ترجع الى القرن الثامن عشر ومواقع اثرية مثل مقر محكمة التفتيش الاسبانية من 1569 الى 1820. من جانبها قالت ماريا ايلينا كوردوبا من معهد الثقافة الوطني مهمتنا الحالية . نريد الحفاظ على المباني ذات القيمة. وتشير أرقام البلدية الى ان حوالي 1300 من 5000 مبنى تاريخي في وسط ليما ومساحته 2450 فدانا مغلقة خوفا من الانهيار. ويقول عاملون بالبلدية ان سكان المدينة القديمة واغلبهم فقراء يعيشون على أربعة دولارات أو أقل يوميا يستخدمون أسطح البيوت للتخلص من القمامة. ويقول مسؤولون انه بينما لم يغير اعتبار ليما مركزا تراثيا شيئا يذكر حتى الان فانه أثار الوعي بضرورة انقاذ وسط المدينة. ويدعم عملية الترميم اقتصاد بيرو القوي منذ 2002فقد بلغ معدل نمو الاقتصاد وحجمه 60 مليار دولار 85ر4 في المئة في 2002 وينتظر ان يحقق نموا مقداره أربعة في المئة هذا العام بعد ازدهار مماثل في العام الماضي وافتتح كل من معهد الثقافة ورئيس بلدية ليما لويس كاستانيدا مشروع الترميم في العام الماضي ويتضمن انفاق ثلاثة ملايين دولار على اعادة طلاء المباني بالميادين الرئيسية وازالة أطنان المخلفات من وسط العاصمة وحماية الدور القديمة من الانهيار. وبينما يستثمر المشروع أربعة ملايين دولار أخرى هذا العام فانه قطرة في محيط بالمقارنة مع اجمالي المطلوب لاحياء مدينة الملوك. وقالت فلور دي ماريا فالادوليد مديرة المشروع يمكن أن يتكلف 500 مليون دولار خلال نحو عشرين عاما. ولكننا نلقى تأييدا قويا. وأضافت انها تتفاوض مع مجموعة من المصارف في بيرو من اجل استثمار مقداره 80 مليون دولار لعام 2005. وتقول مؤسسات تجارية ان النقود ليست فقط أكسير اعادة مولد ليما وان الامن قضية مهمة. كارلوس ميلا من غرفة العقارات في ليما التي تسعى لتكثيف الحراسة في المنطقة التاريخية اكد اذا استطاع الناس التجول بدون تعرضهم للنشل يستطيع السياح تمضية مزيد من الوقت في المنطقة وتفتح المقاهي مرة أخرى. ويزور نحو 500 ألف سائح سنويا اطلال ماتشو بيتشو انكا في بيرو ولكن قليلين يذهبون الى ليما. وتحدث الجنرال انريك يبيز بوزارة الداخلية نعرف ان لصوصا يأتون من الاحياء العشوائية للسرقة ولذلك ندرس اقامة نطاق من الشرطة لتأمين المنطقة. ويريد اصحاب عقارات غير مسكونة بوسط ليما منحهم تسهيلات ضريبية كحافز على تجديد المباني. وتقول بلدية المدينة انها تدرس هذا الطلب. وبعد استقلال بيرو في 1821 لم تستطع ليما على الاطلاق استعادة الثراء والاهمية التي كانت لها كعاصمة لامريكا الاسبانية. وبدأ الخروج الجماعي من العاصمة الى ضواح ساحلية حديثة بعد زلزال 1940. وزاد منه تجميد الايجارات في السبعينات مما ازال حوافز التجديد والترميم. كما لعب دورا رئيسيا في مشاكل العاصمة تدفق وافدين من الارياف منذ بداية القرن العشرين. في المئة سنة الاخيرة تضاعف سكان ليما 50 مرة. ولكن مخططين لم يفقدوا الامل في ليما وأشاروا الى شبكة المواصلات الجديدة التي ستبدأ العمل بحلول عام 2007. في 31 مايو ستعلن بلدية ليما اسم الفائز بامتياز تشغيل قطارات الشبكة الجديدة وقيمته 174 مليون دولار يربط الضواحي الجنوبية الشرقية والاحياء العشوائية بوسط ليما. كما يدرس مسؤولون تشغيل اسطول من الحافلات السريعة بتكلفة 135 مليون دولار لربط وسط المدينة بالمناطق الجنوبية الغربية باستخدام أموال من بنك التنمية للدول الامريكية والبنك الدولي.