وهي ما نشعر بها حين نقرأ تصريحات الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العليا للسياحة التي نشرتها إحدى الصحف المحلية، وبالذات حين يؤكد ان التأشيرات السياحية ستكون جاهزة للصدور خلال الشهور الستة القادمة لجذب المجموعات السياحية الأجنبية، وأيضاً حين يقرر ان عام 1427م سيكون عاماً مميزاً للسياحة في المملكة، وهو سيكون فعلاً كذلك إذا تم ضم قطاع الآثار والمتاحف لهيئة السياحة بموجب القرار الصادر في هذا الشأن من الدولة، على ان يكون مفهوماً ان الآثار تشمل مدينة جدة القديمة وبعض ما بقي من مبان أثرية في بعض المدن كقصر شبرا في الطائف، وقصر آل عائض في أبها التي قوضت مبانيها القديمة بشكل عشوائي جائر، وكانت تمثل طرازاً معمارياً فريداً لم يعد له وجود مع الأسف في الجزيرة العربية، وبالطبع كان الهدف المعلن هو التطوير بينما الهدف الحقيقي المتاجرة بالأراضي التي كانت تحتلها هذه البيوت في وسط المدينة، ولو حافظنا على بعض هذه البيوت لكان لأبها اليوم طابع ثقافي وتاريخي مميز بدلاً من المسخ الموجود حالياً الذي لا يمت إلى الماضي، كما لا يمت إلى طراز معماري يعكس طبيعة المنطقة، وهذا ما نريد ان نتداركه في منطقة جدة القديمة التي بدأت مبانيها في الانهيار، وتحول معظمها إلى أوكار للجريمة، وليس بدعاً ان تكون مصلحة الآثارمسؤولة عن المحافظة على المدن القديمة، فمصلحة الآثار المصرية على سبيل المثال تقوم الآن بترميم منطقة الجمرك في الاسكندرية بعد ان قامت لجنة من جامعة السوربون وتمويل من اليونسكو بتقديم دراسة لهذا الترميم، وقد اشتركت ابنتي المتخصصة في تاريخ العمارة في هذه الدراسة، وألفت كتيباً عنها باللغة الفرنسية ستنشره مصلحة الآثار المصرية، كما ان مصلحة الآثار المصرية ستعمل على ترميم مدينة رشيد وستشترك ابنتي أيضاً في ذلك، والسائح الغربي بالذات عندما يزور بلداً ما لا يهمه ان يرتاد مغانيها وملاهيها بل ان يتعرف على ثقافتها وتاريخها، ولهذا إذا أردنا ان نجذب السياحة الأجنبية فعلينا ان نبرز الوجه الثقافي لبلادنا، فعسى ان يتحقق ذلك؟