يقال ان الانسان مدني بطبعه , كما أنه لا يستطيع أن يعيش بمعزل عن الناس فلابد له من التعايش معهم والاختلاط بهم لأي سبب من الاسباب وفي أي زمان أو مكان.. وهذا الامر (التعايش والاختلاط) قد تترتب عليه بعض المنغصات, فمن اساءة بكلام او غمز ولمز وغضب وانفعال وردود افعال.. وقد يصل الامر في بعض الاحيان الى الشتم والسباب وربما العراك والاشتباك.. لذلك المرء بحاجة الى عدة لمواجهة مثل هذه الامور ويأتي في مطلعها بعد حسن النية والقصد , الصبر على اذى الناس والتعامل معهم بحكمة وحذر ومحاولة اجتناب ما لديهم والاستغناء عما في ايديهم.. فها هو حاتم البلخي حيث سأله الامام احمد بن حنبل قائلا: يا حاتم اخبرني فيم التخلص من الناس فقال حاتم يا ابا عبد الله ثلاث خصال: أن تعطيهم حقوقهم ولا تستقضي منهم حقا، أن تعطيهم مالك ولاتأخذ من مالهم شيئا، وأن تحمل مكروههم ولا تكره أحدا منهم على شيء.. فأطرق ابن حنبل هنيهة ثم رفع رأسه وقال يا حاتم انها لشديدة فقال حاتم: وليتك تسلم وليتك تسلم وليتك تسلم. فالسلامة مطلب في كل شيء ولكنها لا تحصل على كل حال وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم). فالصبر مطلب في هذه الحياة وقد قال الله جل وعلا: (وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم).