يواجه الدور العسكري الذي تضطلع به دول من أمريكا الوسطى في العراق شكوكا متزايدة من ساسة محليين ومقيمين يتساءلون عن الحاجة إلى وجود إلى 740 جنديا من دول في نصف الكرة الغربي في منطقة اضطراب بالشرق الأوسط. ولا يلاحظ أحد وسط العنف في العراق وجود جنود من السلفادور وهندوراس يقومون بازالة الالغام وتقديم رعاية طبية في وسط العراق منذ الصيف الماضي. والمهام الإنسانية التي يقومون بها محاولة من بعض دول أمريكا الوسطى للبناء على علاقاتها التجارية وعلاقات الهجرة القوية مع الولاياتالمتحدة التي تتطلع إلى تقاسم للأعباء العسكرية في العراق. لكن فيلقا من نيكاراجوا انسحب في فبراير شباط الماضي شاكيا من نقص الأموال. وربما فتر الحماس الأمريكي لتمويلهم بعد أن قررت الولاياتالمتحدة إنهاء إدارتها المدنية للعراق في 30 يونيو القادم. وكانت مشاركة جنود من دول أمريكا الوسطى ليس سوى محاولة أمريكية لتضخيم عدد الدول المساندة للغزو لتستخدم واشنطن العدد كسلاح دعائي في مواجهة الدول الأوروبية المعارضة لغزو العراق بزعامة فرنسا وألمانيا. ومن المقرر أن تغادر وحدة مشاة هندوراسية مسلحة تسليحا خفيفا قوامها 380 جنديا عندما ينتهي تفويضها في يوليو تموز القادم. ومن غير المحتمل ان ترسل هندوراس وحدة اخرى تحل محلها. ويهدد زعيم متمردين سابق في السلفادور باعادة القوة التي تشارك بها بلاده في العراق وقوامها 360 جنديا اذا فاز في الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم الأحد. وقال شفيق هندال المرشح اليساري في انتخابات الرئاسة في مؤتمر صحفي يوم الجمعة (بالطبع سنسحبهم. ليس ذلك مفاجئا). وتبين استطلاعات الرأي تراجع هندال أمام المرشح المحافظ توني ساكا الذي خفف يوم الجمعة من تأييده السابق لاستمرار بقاء القوات السلفادورية في العراق الى ما بعد نهاية مدتها الأصلية وقدرها عام واحد. وقال لرويترز (ذلك شيء يجب تعديله عندما يحين الوقت). يقول محللون ان قرار رئيس الوزراء الأسباني الاشتراكي المنتخب بسحب القوات الأسبانية من العراق اذا لم تتول الأممالمتحدة المسؤولية هناك بنهاية يونيو حزيران القادم يؤثر كذلك على دول أمريكا الوسطى التي تخضع قواتها للقيادة الاسبانية في العراق. وأضاف نابليون كامبوس عالم السياسة السلفادوري قائلا: تثير الاحداث التي وقعت في أسبانيا في الايام السابقة شكوكا في وجود قوات أمريكا الوسطى في العراق. ولا تنخرط قوات أمريكا الوسطى في حوادث كبرى في العراق. ولم ترسل كوستاريكا ولا بنما جيوشا. ولم ترسل جواتيمالا اي قوات للعراق. وأصبحت دول أمريكا الوسطى التي كانت مسرحا لاشد الحروب ضراوة في فترة الحرب الباردة أكثر ارتباطا بواشنطن في السنوات العشر الأخيرة. وتشير التقديرات الى أن عدد السلفادوريين الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة يقدر بنحو مليونين وهو ما يعادل تقريبا ثلث سكان السلفادور البالغ عددهم 5ر6 مليون نسمة. وقال ريكاردو مادورو رئيس هندوراس ان من واجب أمريكا الوسطى أن تصعد على الساحة العالمية بعد موافقة خمس من دولها على اتفاق تجاري يعرف بمنطقة التجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة في الأشهر الأخيرة. وقال في الأسبوع الماضي: لا أظن أنه من الملائم أخلاقيا أو معنويا بالنسبة لنا أن نطالب بفتح الأسواق ثم نعزل أنفسنا عندما يحين وقت المشاركة الدولية في أمور قد تتطلب تضحية. لكنه قال انه من غير المحتمل أن يطلب من الكونجرس تجديد التفويض للقوات الهندوراسية في العراق الى ما بعد يوليو تموز القادم واعترف بان الكونجرس الأمريكي قد لا يصدق على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الوسطى هذا العام بسبب سياسات عام انتخابات الرئاسة الأمريكية. كما تلاشت آمال دول أمريكا الوسطى في أن يعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عفوا عن المهاجرين غير القانويين في يناير كانون الثاني الماضي عندما اكتفى البيت الأبيض بالإعلان عن خطط محدودة لإضفاء طابع قانوني على العمال غير المسجلين.