ان جهل المرأة بحقوقها التي جاءت بها شريعة الله وتماهي الخط الفاصل بين ما هو (حرام) شرعا وما هو (حرام وعيب) في تقاليدنا واعرافنا الاجتماعية قد وسع دائرة المحظور وساهم بشكل واضح في استلاب كثير من حقوقها وحرمانها من التحرك والانطلاق في الفضاءات الرحبة للحرية المشروعة. وقد يتحمل الدعاة جزءا من المسؤولية حين اغفلوا الحديث عن المرأة وحقوقها واسقطوها من برامجهم ومشاريعهم النهضوية او همشوا دورها ردحا من الزمن. وهذا ما حدا بكثير من النساء للانسياق وراء الدعوات المشبوهة من اصحاب الاهواء والقلوب المريضة او ممن صنعوا على اعين الغرب وبأيديهم في محاولاتهم المستميتة للمطالبة بالانعتاق من قيود العادات والتقاليد (والموروثات) دون تفريق بين ما شاع امره شرعا او عرفا. وتعالت الاصوات وارتفعت العقائر وتكلم البكم وتفيهق الجهال مطالبين ب(حرية المرأة).. وصار الحديث عنها موضة وتقليعة وعند البعض هوسا وادمانا، فلا يكاد يسمع بمشكلة هنا او ازمة هناك الا وجعل (تحرير المرأة) حلا لها!! خدعوها بزخرف من القول وزينوا لها الباطل فمشت تلك المسكينة خلف ذلك السراب وصدقتهم في دعواهم وما علمت انه ليس هناك الا الانفلات من كل فضيلة والعيش في دهاليز الرذيلة وسراديب الشقاء. وبشيء من التأمل في كتابات وآراء اولئك (المنفتحين) حول قضايا المرأة والمطالبة بحقوقها نجد انها تتفق في مجملها على امر واحد هو اعطاء المرأة مطلق الحرية في اختيار ما تشاء ورد ما تشاء. ولا ادري لم الهرولة غير المبررة في طريق قد مشاه آخرون فقادهم الى الهاوية؟ ولم كل هذا الاصرار على خوض التجارب نفسها مع علمنا المسبق بنتائجها؟!