عندما قام الأديب والكاتب المسرحي الإنكليزي ويليام شكسبير بمنح سريره "الثاني المفضل" لزوجته قبل أربعمائة عام، فإن ذلك جاء في مضمون وصية سطرت أحرفها بالحبر السائل، لتبقى أثرا لا يزال سليما ضمن أكثر من مليون وصية أخرى، في حوزة الأرشيف الوطني البريطاني، والذي بدأ هذا الأسبوع بعرض هذه الوصايا على شبكة الإنترنت كي يمكن للعامة المهتمين الاطلاع عليها. هذا وهناك قرابة مائة وصية مؤرخة بين الفترة 1384 و 1858 أدرجت في قسم خاص يليق بأصحابها منهم القائد الفرنسي نابوليون بونابرت والكابتن جيمس كروك والروائية البريطانية جاين أوستين. أما وصية شكسبير فيمكن تحميلها مقابل مبلغ 40.5 دولار، بحسب وكالة الأسوشيتد برس، وتحمل وصية شكسبير أهمية خاصة لكونها تتضمن ثلاثة توقيعات للأديب من أصل ستة له لا تزال موجودة حاليا. ويطالب شكسبير في وصيته بأن توزع ثروته على أفراد عائلته وأن تمنح بعض الأموال للفقراء في مسقط رأسه "سراتفورد أوبون آفون".. وأوصى شكسبير بسريره لزوجته، وكأس فضية لابنته جوديث، أما سيفه فيعطى لثوماس كومب. أما وصية القائد الفرنسي نابوليون بونابرت التي طالبت ابنه بأن يتبنى الشعار الذي آمن به (كل شيء ملك الشعب الفرنسي) فقد تضمنت مقتطفات من يومياته الخاصة. فيما أوصت وصية كاتبة رواية "Pride and Prejudice" الشهيرة، جاين أوستن بمنح أملاكها التي تبلغ قيمتها حاليا 124 ألف دولار، لشقيقتها "العزيزة" كاسندرا أليزابيث، تاركة مبلغ 50 باوند (حاليا 7800 دولار) لشقيقها هنري وذلك في عام 1817. أما البطل الأسطورة في مجال الأبحار السير فرنسيس دريك فقد أوصى بأن يدفن في البحر، حيث مكان غرق سفينتين مفضلتين له، في وصيته التي تعود للعام 1596. هذا ويشمل الأرشيف وصايا أخرى لرجال ونساء تركوا بصماتهم بشكل من الأشكال في تاريخنا الإنساني.