تشهد مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض اليوم عملية فصل التوأم السيامي الفلبيني "ماي وناي"، اللذين أمر صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، باستقبالهما وإجراء عملية الفصل لهما على نفقة سموه الخاصة. وتوقع رئيس الفريق الطبي الجراحي المشرف على عملية الفصل الدكتور عبد الله الربيعة أن تستمر العملية مدة تتراوح بين 6 1 و20 ساعة. وسبق أجراء العملية الحقيقية اليوم إجراء عملية وهمية (تجريبية) يوم الأربعاء الماضي، للتأكد من جميع الاستعدادات والخطة. وبين أن عملية الفصل للتوأم (إن شاء الله) ستكون ثامن عملية فصل يتم أجراؤها في المملكة.. مؤكدا أن نجاح تلك العمليات جاء بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل تقدم الخدمات الطبية في المملكة، الذي يجسد التطور الذي تعيشه في جميع المجالات، كما أنه يجسد الجانب الإنساني، الذي تقدمه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله لجميع الشعوب، انطلاقا من ديننا الإسلامي السمح وقيمنا الأصيلة. وأوضح الدكتور عبدالله الربيعة أن قرار عملية الفصل جاء بعد فحوصات شاملة، وأن نسبة نجاحها بمشيئة الله تصل إلى 70 %.. لافتا النظر إلى أن هناك عددا كبيرا من الأطباء والفنيين وغيرهم يصل عددهم إلى أكثر من 60 سيشاركون في عملية الفصل. وأوضح الدكتور محمد جمال استشاري التخدير أن عملية التخدير لمثل هذه الحالة عملية طويلة، والمهم هو المحافظة على الأجهزة الحيوية في الجسم.. مشيرا إلى أن هناك كيسا هوائيا في الرئة اليمنى للتوأم (ماي) سيتم استئصالها قبل عملية الفصل، حتى لا يكون هناك مضاعفات أثناء العملية. أما الدكتور محمد النمشان، استشاري جراحة الأطفال، فقال: تم إجراء تقييم شامل للأعضاء المشتركة، مثل الجزء السفلي في الأمعاء الغليظة، إضافة إلى اشتراك في الأعضاء التناسلية.. كما أشار إلى أن هناك اشتراكا في المستقيم، وفي فتحة الشرج، ويمكن أن يكون هناك مستقيم آخر لا يظهر إلا في العملية، وسنضع كيس إخراج جراحة، ولكن بعد عملية الفصل بعد أشهر. فيما أشار الدكتور أحمد الشمري، استشاري المسالك، فقال: إن عملية الفصل ستتم حسب كل جهة، إضافة إلي تقسيم الأوردة والشرايين. وأكد الدكتور سعد المحرج، استشاري جراحة العظام فأكد أن لكلا التوأمين عمودا فقريا، وأن جميع الأطراف طبيعية، لكن هناك التصاقا في عملية الحوض، وسيتم فصلهما بمشيئة الله تعالى. من جانبه قال الدكتور عبدالله الثنيان، استشاري جراحة التجميل: ان جميع النواقص سيتم ترقيعها من الجلد، أو من عضلات البطن. وأكد الدكتور فايز المذهن، المشارك في العملية، أن جميع الاحتياطات متخذة، وأن عملية تقسيم الأعضاء تعتمد على الأوردة والشرايين.. داعيا الله التوفيق للجميع. من جهة أخرى قال نائب السفير الفلبيني لدى المملكة مريانو دوما: نحن أعضاء السفارة الفلبينية وأفراد الجاليات الفلبينية والشعب الفلبيني حول العالم، نقف قلبا وقالبا مع عائلة الطفلين السياميين، وندعو لهما بان يمن الله عليهما بنجاح عملية الفصل، وان تتكلل بالنجاح. وأضاف السفير: نيابة عن الحكومة الفلبينية، والشعب الفلبيني، إنني انتهز هذه الفرصة لاشكر الحكومة السعودية، وعلى رأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، على ما قدمه من تسهيلات لعلاج الطفلين السياميين، في واحد من اضخم الصروح الطبية في المملكة (مدينة الملك عبدالعزيز الطبية). وعبر دوما عن الشكر والتقدير لطاقم الفريق الطبي السعودي، وعلى رأسهم الدكتور عبدالله الربيعة. وعد مبادرة المملكة الإنسانية بالتكفل بإجراء عملية الفصل للتوأمين لفتة كريمة من سمو ولي العهد.. ووصفها بأنها دليل على كرم أخلاق سموه. وقال: بالنسبة لنا كشعب فلبيني فان هذه اللفتة تمثل متانة العلاقة بين حكومة البلدين. يذكر أن التوأمين السيامي الفليبيني وصلا إلى المملكة في 30 من شهر ذي القعدة الماضي. د. عبدالله الربيعة التوأم السيامي الفلبيني (ماي وناي)