الحديث عن الخرج وشؤونها حديث ذو شجون، فهذه المدينة تعد اليوم واحدة من أهم المدن بالمملكة التي اكتسبت الكثير من الأهمية والاستراتيجية، وتعتبرواحدة من اسرع المدن السعودية نمواً خلال العشرين عاما الماضية التي شهدت قفزات متعددة وتطورا ملحوظا ونموا كبيراً في مختلف القطاعات الحكومية المدنية منها والعسكرية لا سيما بعد افتتاح عدد من الإدارات ذات الأهمية البالغة، وما شهدته من ارتفاع ملحوظ في معدلات النمو السكاني والاقتصادي التي تجاوزت التوقعات، إلا أنها تعاني في الوقت الراهن من أزمة إسكان حقيقية تتمثل في النقص الحاد في اعداد الوحدات السكنية في مختلف أرجاء المدينة بسبب قلة الدور والمجمعات السكنية المعروضة للإيجار أوحتى البيع وهو الأمر الذي حدث نتيجة افتتاح بعض المنشآت والإدارات الحكومية المدنية منها والعسكرية وانتقال أعداد من المواطنين والمقيمين للعمل بالخرج مما اوجد فجوة بين العرض والطلب، واصبحت المدينة حاليا غير مهيأة لاستقبال مزيد من السكان الجدد سواء من تم تعيينهم أو نقلهم حديثا، رغم أن الخرج تعتبر في السنوات الأخيرة من أكثر المدن التي تستقطب الآلاف من السكان من داخل وخارج المملكة إلا أن الخدمات المتوافرة فيها وخصوصا في الوقت الراهن لا يمكن أن تستوعب الاعداد الكبيرة من السكان في ظل النقص الحاصل بالوحدات السكنية. أن المتتبع للخرج وشئونها يلمس بجلاء سباقها المحموم مع الزمن في ظل التنامي السكاني والعمراني خصوصا بعد الأزمة الإسكانية الراهنة التي تعانيها المدينة والتي تحتاج إلى مزيد من التفاعل وتضافر الجهود من الجهات ذات الاختصاص. وأمام هذا التنامي السكاني والتطور المستمر للمدينة بات من الضروري إعادة النظر في ضوابط تحديد عدد الأدوار للمباني والمجمعات السكنية في الخرج بما يتناسب مع حجم وأهمية المدينة، لا سيما الواقعة على الطرق الرئيسية وفي المنطقة المركزية لوسط المدينة، هذا إذا ما علمنا أن أعلى مبنى قائم في الخرج لا يتجاوز ارتفاعه أكثر من ستة أددوار فقط وهو مثار تساؤل وهناك مطالبات عديدة من قبل رجال الأعمال والمستثمرين تدعو القائمين على وزارة الشئون البلدية والقروية إلى زيادة عدد الأدوار المسموح بها في الخرج للمباني والمجمعات التجارية والسكنية وذلك من اجل مواجهة الاحتياج السكاني وسد العجز القائم من الوحدات السكنية ولمواكبة كل المستجدات التي ستشهدها الخرج خلال المرحلة الآنية والمستقبلية . عثمان بن صالح القحطاني الخرج