عزيزي رئيس التحرير تحظر اللائحة التنفيذية لنظام المحاماة الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/38 وتاريخ 28/7/1422ه على المحامي في الفقرة السادسة من المادة الثالثة عشرة من ان يعلن عن نفسه بشكل دعائي في أي وسيلة اعلانية كما توجب عليه الفقرة الثالثة من المادة الحادية والعشرين ان يتقيد بوضع لوحة ذات لون وشكل وحجم موحد وفق نموذج تعده الادارة العامة للمحاماة وتشمل على رقم الترخيص والهاتف واسم المحامي فردا كان او شركة. ولاشك ان هذا جاء لحفظ مكانة مهنة المحاماة لما لها من شأن عظيم حيث انها تشارك السلطة القضائية في تحقيق العدالة، اذ يجب على المحامي الا يسعى الى قضية او يتصيد موكلا، او يعلن عن نفسه بلون من الوان الدعاية والاعلان، التي ان جازت في سوق التجارة فانها مرفوضة في المحاماة. واذا كانت اللائحة التنفيذية لنظام المحاماة تحظر على المحامي من ان يعلن عن نفسه بشكل دعائي في أي وسيلة اعلانية كما توجب على المحامي التقيد بنموذج خاص تعده الادارة العامة للمحاماه بالنسبة للوحات الخارجية لمكتبه بحيث يكون لها لون وشكل وحجم موحد والا يذكر على لوحته سوى: رقم الترخيص والهاتف واسمه فردا كان او شركة، غير ان متصفح الصحف الاعلانية والمجلات الدعائية يجد العديد من الاعلانات الدعائية الخاصة بمكاتب المحاماة كما ان الناظر في شوارع مدينتي الخبر والدمام ولا اعلم عن الحال في باقي مدن المملكة يرى العجب العجاب. فهذا يعلن عن نفسه بالالوان الملفته للنظر وذاك يسرد في لوحته عضوياته وكأنها انجازات صعبة المنال وآخر يخدع الماره على الطريق العام بكتابة الدكتور فلان بن فلان الفلاني على لوحة مكتبه الخارجية فالناظر الى لوحته يظن بانه حاصل على دكتوراه اكاديمية في الشريعة او القانون (الأنظمة) او كليهما والواقع ينافي ذلك فما هي الا دكتوراه فخرية لا دخل لها لا بالشريعة ولا القانون، كل هذا يحدث على مرأى الادارة العامة للمحاماة. والسبب في استخدام بعض المحامين لوسائل الدعاية والترغيب هو جلب العملاء في القضايا التي يستطيع اصحابها ان يجزلوا العطاء في دفع الأتعاب، اما قضايا الفقراء والمساكين والضعفاء، فانها غالبا لا تجد من يتولاها بالدفاع الا نادرا. ولو كان هؤلاء يعلمون بان مسألة الرزق مقدرة من عند الله تبارك وتعالى لهدأت نفوسهم واستقرت احوالهم قال تعالى في كتابه (ذلكم يوعظ به من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) صدق الله العظيم سورة الطلاق الآية: 2 و3. واخيرا فان هذه المواد من اللائحة التنفيذية لنظام المحاماة لو تم تفعيلها.. وهذا لم يحدث في الواقع الا نادرا لكان للمحامي شأن عظيم بين أفراد المجتمع ولما استطاع كائن من كان ان يسخر من هذه المهنة والتي بدأت تفقد شيئا من هيبتها لدى المجتمع لدرجة دفعت البعض احيانا لتصوير المحامي في أسوأ صورة. @@ فهد عبدالله محمد الأنصاري