كل منا في داخله منظومة من القيم يمارسها في سلوكه ويطبقها ويتبناها على ارض الواقع تعبر بصورة او بأخرى عن القيم التي يحملها ويؤمن بها مثل (المساواة والعدل والتسامح والتواضع والوفاء والولاء والتضحية والتعاون وحب المجموعة ومساعدة الآخر) والتي تعتبر ذات قيمة ايمانية سامية ترق لها آذان السامعين وتطرب لوقعها في النفس لتستقر في القلب والوجدان لتناغم عباراتها وروعة هندستها ولاختيار الكلمة المناسبة لكل مناسبة ومتى ماكان الانسان يطبق هذه القيم مع نفسه وصادقا بها امام الآخرين بدءا من الخلية (الاسرة) وانتهاء بنسيج المجتمع نجد العدالة والحكمة على جميع المستويات، بيد ان مايفرغ تلك الشعارات من مضمونها ويجعلها كفقاعات الصابون تكبر وتتلاشى بسرعة ذلك التناقض الصارخ بين الشعارات (مايردده الشخص) والممارسة (مايؤمن به) اذا اصطدمت بمصالحه الشخصية او نحو ذلك حينئذ يتبرأ منها ويناقضها وتجده ابعد مايكون عن مضمونها وهي ذات الشعارات التي ما فتئ يبوح بها ويروج لها فعندما تعارض المصالح الشخصية لا شيء يعلو على المصلحة ولا قيمة لاي شعار ويبدأ تطبيق مبدأ الغاب فالقوي يصرع الضعيف والسريع يسبق البطيء والمهم بل الاهم هي المصلحة وتحقيقها وليس مهما ما ينتج عنها او عدد المتضررين منها. كلنا نستطيع ان نطلق العشارات الرنانة ونستطيع قراءتها من خلال ورقة تكتب ولكن من يضمن تطبيقها فعليا وبانصاف ومن يستطيع ان يراقب العبارات والكلمات الخارجة من فمه؟ ختاما.. كم اتمنى ان نراقب مايخرج من افواهنا ونراقب العبارات والشعارات التي نطلقها وان نلتزم بالكلمة ونعي معناها وان لانبني للاخرين قصورا من تراب في مجرى سيل عارم، لان المنطق ان تتطابق الشعارات التي يتبناها الشخص مع مايمارسه من سلوك، ومصداقيته ترتبط ارتباطا وثيقا بمدى التزامه وتطبيقه لتلك الشعارات والعبارات.