قبل أشهر اجتاحت مدينة الخبر أعمال توسعة وحفريات لشارعها الرئيسي حيث وسط المدينة ومراكزها التجارية على بعد أمتار من مقر البلدية. وقد استمرت هذه الأعمال أشهرا طويلة تضرر أصحاب المحلات التجارية خلالها وعانوا كساداً واضحاً و( تشربكت ) الحركة المرورية بين تحويلات إجبارية وعلامات تأسف للإزعاج.. والحصيلة بعد كل العمليات شارع فسيح ومسارات متعددة.. غير أن خليط من الدهشة والغرابة يصيبك عندما تزور وسط الخبر اليوم، إذ تحتار هل البلدية أرادت توسعة الشارع أم إلغاءه وتحويله إلى مسارات للمشاة تتخللهم بعض السيارات المسرعة لتكوّن منظراً جميلاً لا يخلو من الدموية أحياناً! خليط من البشر والسيارات في سريالية رائعة بدون جسور مشاه ولا فواصل، كما أن وسط المدينة يبدو الآن أكثر ملائمة لأن يتحول إلى ساحة عامة تقام عليها معارض تشكيلية. وقبل أيام بدأت البلدية في تصحيح هذه الأخطاء ببناء سياج عازل يفرز المشاة عن السيارات، ويحشر المشاة في منطقة معينة ! أتمنى فقط من المسئولين أن يقوموا بزيارة هذا السياج الذي وضعوه ليشاهدوا العلل الجديدة التي أضافها للوضع السابق. لا أشك في أن مسئولي البلدية لديهم دراية ويسمعون ويرون الحوادث التي يتعرض لها المشاة في هذا الشارع/المنتزة, غير أنني أشك في مدى درايتهم بقاعدة أن الأخطاء التي تكون في مراحل التصميم الأولى يصعب حلها بعد التنفيذ، وتغدو محاولات الإصلاح مجرد عبث وضخ لأموال في تعديلات تزيد الطين بلة. سأوفر على بلدية الخبر وعلى ( اليوم ) أيضاً، عناء طباعة رد على هذا الكلام فأقول: أن الردود والتعليق من المسئولين ستنحصر في أجوبة معروفة على نحو أن الاعتمادات المالية قد تمت لإنشاء جسر للمشاة، وربما يقولون أنه تم تعميد المقاول لبناء حواجز ، والبدء الفوري لإكمال اللازم، وربما يصرون أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان، وأنهم أدرى بشعاب الخبر من غيرهم! وكلها في العموم ردود تقليدية لا تهم الناس كثيراً فالخبر ما يرون لا ما يمنّون به من أمان طالت! إن أفضل ما يمكن مطالبة بلدية الخبر به الآن هو الاعتراف بأن الشارع مازال شارعاً ولا نية لديهم لتحويله إلى ساحة عامة للمشاة، ثم بعد ذلك أن يحددوا موعداً زمنياً للبدء في بناء جسر للمشاة يكون بنفس فسحة الشارع/المنتزة.