دعت دراسة أصدرتها الأممالمتحدة الحكومات إلى اتخاذ إجراءات تسمح بإعادة معالجة الحواسيب القديمة بسبب التأثير السيئ للمكونات المستخدمة في هذه الأجهزة على البيئة. وقال معدو الدراسة: إن إنتاج حاسوب زنته 24 كلغ يتطلب كمية من الوقود والمواد الكيماوية أكبر بعشر مرات على الأقل من وزنه. ورأى الباحثون أن إنتاج حاسوب وشاشته يحتاج إلى 240 كلغ على الأقل من الوقود و22 كلغ من المواد الكيماوية و1.5 طن من المياه أي ما يوازي وزن سيارة أو حيوان وحيد القرن. وأوضح أحد معدي الدراسة أن صناعة المعالجات الصغيرة من الأسباب التي تؤدي إلى هذا الفارق "بسبب وزنها الخفيف جدا مقارنة مع كمية الطاقة والمواد الكيماوية الضخمة الضرورية لصناعتها". واعتمدت 13 دولة غالبيتها من القارة الأوروبية قانونا ينص على فرض إعادة معالجة الحواسيب, في حين شدد واضعو الدراسة على أن الولاياتالمتحدة -أكبر منتج ومستهلك للحواسيب الشخصية- لم تبدأ في دراسة إمكانية وضع أطر ملائمة لعملية إعادة المعالجة والتخلص من الأجهزة القديمة لتجنب حصول تلوث ناجم عن بعض مكوناتها. كما أظهرت دراسة جديدة أجراها علماء الهندسة البيئية في جامعة فلوريداالأمريكية أن بعض تطورات العصر الإلكتروني بدءا من الجوال وحتى فأرة الحاسوب تطلق كميات كبيرة من الرصاص تجعلها من أخطر المخلفات البيئية التي تندرج تحت أنظمة وقوانين وكالة حماية البيئة الفيدرالية. وقال الباحثون: إن هذه الاكتشافات قد تسرّع الإجراءات الحكومية والفردية لتغيير قوانين التخلص من ملايين الأطنان من الأجهزة والأدوات الإلكترونية مشيرين إلى أن أكثر من 20 مليون جهاز حاسوب شخصي أصبحت مهملة في عام 1998 وحده وأكثر من 60 مليونا ستلقى نفس المصير في عام 2005. وقام مهندسو فلوريدا في بحثهم الذي بدأ عام 2001 بفحص الأجهزة الخلوية والطابعات وشاشات الحاسوب المسطحة ولوحات المفاتيح وفئران الحاسوب وأجهزة التحكم عن بعد والحواسيب الجوالة ووحدات المعالجة المركزية الإلكترونية المستخدم داخل الحاسوب ومقارنتها مع إجراءات الفحص البيئية للمخلفات الخطرة والسامة بحيث تم مزج هذه الأجهزة بعد طحنها بمحلول حمضي مصمم ليحاكي الظروف البيئية الطبيعية وخلط المزيج في وعاء دائري مجوف لمدة 18 ساعة واختبار وجود ثمانية معادن خطرة فيها تشمل الزئبق والزرنيخ والكادميوم والباريوم والفضة والسيلينيوم والكروم والرصاص. ووجد هؤلاء أن كل نوع من تلك الأجهزة الإلكترونية سرَّب كمية من الرصاص أعلى من مستويات النفايات الخطرة بينما لم يلاحظ وجود أي من المعادن السبعة الأخرى مشيرين إلى أن الأجهزة التي تحتوي على كميات كبيرة من الستيل تسرب مقدارا أقل من الرصاص عند تكسيرها وطحنها. وتشجع وكالة حماية البيئة الدولية على إعادة تصنيع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية كشاشات الحاسوب والتلفزيون بدلا من رميها في البيئة.