عزيزي رئيس التحرير بالاشارة الى التغطية التي تناولتها جريدة (اليوم) في العدد رقم 11222 والتي تم خلالها الاشارة الى الندوة التي عقدت في نادي المنطقة الشرقية الادبي والتي تم خلالها تقديم ومناقشة ورقتي عمل تطرقتا الى صميم حياة كل فرد منا، اذ تناولتا (صورة العرب والاسلام في المناهج التعليمية حول العالم) حيث استهل رئيس النادي ادارة تلك الامسية باهمية طرح هذا التساؤل حول الدوافع الكامنة خلف تشويه صورتنا، والوصول الى الجواب الشافي عنه، وحيث دار النقاش ليستقر فحواه على ان تلك الندوة تلامس عصبا حساسا في جسد الكلمة الهادفة المجدية بما يتعلق باطارها، وعلى ضرورة التواصل والمتابعة. تخلل النقاش العديد من الافكار والتوصيات، ولن نزيد في هذه العجالة عما قدمه الاستاذ احمد سماحة في العدد رقم 11222 من جريدة اليوم بتاريخ 6/3/2004م. انما بدورنا نرى انه يتوجب، بل من الضرورة بمكان، واليوم قبل الغد، ان تنطلق صرخة تعبئة واستنفار اقلام النخبة الواعية المثقفة للتوضيح عبر المتاح من وسائل الاعلام العالمية، وتجهيز اقلام الميسورين لتحرير الشيكات. اذ ان في الفئة الاولى ما يحفز على تحريك مياه المستنقع والمساهمة في تنقية الصورة، وفي الفئة الثانية (المال) ما يدعم عملية التحريك ويبعث في صلبها اكسير الحياة. فأحداث التاريخ، خاصة المعاصر منه، تجزم بان المال عنصر اساسي ومهم، بل هو العنصر الاهم في تطهير المواقف ونصرتها، حتى الظالمة والمجحفة منها كالاحتلالات على سبيل المثال لا الحصر. فلولا المال الذي غذى مراكز الابحاث لما خرج الى النور العلم الذي ادى الى انتاج صاروخ او طائرة او حاسب آلي يتحكم بمصائرنا ويتحدى كراماتنا وسيادتنا. ولولا المال لما تمكنت امبراطورية صحافة الملياردير الصهيوني ميردوخ، او الفضائيات السابحة بخيرات الصهاينة والمتصهينين من تشويه صورتنا وتزيين الباطل واستباحة خصوصياتنا وتقاليدنا. ولولا المال، المقرون بالسعي الدؤوب لتزييف الحقائق، لم يتسن للمنظمات الصهيونية ان تدس في العقول البروتستانية التي افرزت مناهج الكتب المدرسية الغربية خرافة عدم مجيء عيسى بن مريم عليه السلام، بل انه عليه السلام، وحسب زعمهم، سيأتي بعد قيام دولة اسرائيل ونشوب آخر المعارك في هذا العالم على ارضها، او ما سموه بمعركة (هرمجدون) وبان لا عدو للحضارة والتقدم سوى المسلم بشكل عام والعربي بشكل خاص. من المهم جدا ان نعتبر ونأخذ بالحسبان ثقل ثروات شركات تصنيع الاسلحة والمصارف التي تقع تحت سيطرة الصهاينة اليهود، والمسيحيين المتصهينين، اذ يزايد الاخيرون في صهيونيتهم على الصهاينة أنفسهم في لعب دور ام العروس في انتخاب رئيس الولاياتالمتحدة. وهذا ما يفسر ظاهرة تسابق كل المرشحين، بدمقراطييهم وجمهورييهم، على استرضاء بل استجداء دعم الصوت الصهيوني. نطلق عبر جريدتكم الغراء نداء لكل الغيورين على مصير وحضارة وتقاليد ونسغ كرامة هذه الامة للتنبه الى ان نجاح فرص اموالنا لنصرة قضية عادلة ومحقة اكبر بكثير من فرص نجاح اموالهم التي افلحت حتى الان بالباطل. كما ندعو للتنبه لخطر داهم حالي يحثنا على الشروع في خطوة الالف ميل، لانقاذ قاربنا جميعا دون استثناء، عبر تصحيح صورتنا النمطية التي تعرضت لاختزالهم الخبيث والمجحف في آن، باننا بدو اثرياء متخلفون، لاهم لنا سوى النساء والارهاب وتخريب حضارة الغرب. وتفضلوا سعادتكم بقبول جزيل الاحترام. @@ محمود شباط