تحظى رياضة السومو بمكانة خاصة مسيطرة على الاساطير القومية في اليابان والتي ترجع أصولها الى فجر الزمن الذي تصارع فيه الالهة لفرض سيادتهم على الجزر اليابانية. لكن أوقات الظروف الاقتصادية العصيبة والمنافسة دفعا رياضة السومو التي ظهرت كرياضة للمحترفين في عهد ايدو ابتداء من القرن السابع عشر الى هامش وسائل الترفيه الاخرى. وأصبحت السومو أقل رشاقة في الاستجابة لاعباء الاقتصاد الحديث مع تواني الجهات الراعية وتراجع العائد وفقدان الرياضة لنجومها الكبار وربما كان هذا هو المصدر الاكثر أهمية للمشكلة. ويصف موساشيمارو بطل السومو المتقاعد الامر بوضوح بقوله "مرحبا انه عام 2004. لم نعد في عصر ايدو". يقول موساشيمارو الذي دخل الرياضة في عام 1989 ووصل الى قمتها قبل أن يتقاعد في نوفمبر الماضي ان غياب بطولة محلية في اليابان للسومو يعرض الرياضة للمخاطر. وقال المصارع المولود في ساموا لرويترز في مقابلة "لدينا ثغرة كبيرة الآن نحن في حاجة الى بطولة يابانية لكني لا أظن أن الفتية الموجودين لدينا الآن سيحققونها". وأضاف "انهم ليسوا بالضخامة الكافية وليسوا أشداء بدنيا بما يكفي. كما انهم يفتقرون الى شيء ما.. ألا وهو الثقة وذلك أمر عظيم". ورحيل موساشيمارو عملاق الرياضة "225 كيلوجراما" ترك على عرش السومو بطلا واحدا فقط هو اساشوريو المولود في منغوليا وجاء بعد أفول نجم الشقيقين اليابانيين تاكانوهانا وواكانوهانا واكيبونو من هاواوي في السنوات القليلة الماضية. وفاز اساشوريو ببطولة العام الجديد الاخيرة مما بدد الآمال في أن يحصل منافسه المصارع الياباني على نقاط تكفي لصعوده الى موقع القمة. والهيئة المشرفة على رياضة السومو وعمرها ألفا عام هي اتحاد لا يهدف للربح معروف بسيطرته المحكمة لم تتقدم الا الآن لمواجهة مشكلاتها. قال كلايد نيوتن رئيس تحرير نشرة عن رياضة السومو "يشعر قادة اتحاد السومو الاكثر نفوذا بالازمة ويعلمون انه لا بد من عمل المزيد".وتراجع مبيعات التذاكر للبطولات السنوية الست والغاء مقتطفات المباريات التي يذيعها التلفزيون كل ليلة يعكسان انصراف جمهور السومو الذي كان متحمسا. ورحل كثير من الشركات الداعمة للسومو أثناء الركود الذي استمر عقدا كاملا أعقب ازدهار "اقتصاد الفقاعة" في اليابان في أواخر الثمانينات بفضل توليفة من الضغوط المالية والجاذبية المتزايدة لرياضات منافسة مثل كرة القدم. قال لين ماتسوكا المعلق على مباريات السومو "أدى التراجع الاقتصادي الى اختفاء عدد كبير من الرعاة الماليين قبل سنوات". وتابع قائلا "لا يستطيع مصارعو السومو ولا الاتحاد عمل أشياء كثيرة من الاشياء التي يرغبون في عملها مثل القيام بجولة في ارجاء اليابان". ولم يتمكن سوى نفقات السومو العامة القليلة نسبيا من تجنب الاعباء الاسوأ. قال نيوتن"الرواتب التي تقاضاها المتنافسون في اثنتين من بطولات القمة (في السومو) منخفضة للغاية مقارنة بالالعاب الرياضية الاخرى للمحترفين". ويقدر أن يحصل بطل كبير في السومو على حوالي 300 الف دولار في العام مقابل نحو خمسة ملايين دولار يحصل عليها أحد كبار لاعبي البيسبول. ووجهت هزيمة الاخوين واكانوهانا وتاكانوهانا وهما سليلا أسرة سيطرت على حلبة السومو في معظم سنوات القرن العشرين ضربة قوية للرياضة. قال نيوتن "بمجرد أن بدأ نجم الاخوين في الافول في أواخر التسعينات تراجع على نحو ملحوظ الاهتمام العام في اليابان برياضة السومو". قال موساشيمارو ان الرياضة القديمة التي أضافت مؤخرا موقعا على الانترنت يصدر بلغتين ومحال مؤقتة لبيع تذاكر مبارياتها للجمهور لا تزال في حاجة الى حملة علاقات عامة أفضل. وربما كان أعظم تحديث شهدته الرياضة المحافظة هو الترحيب بلاعبين أجانب مثل موساشيمارو الذين أذكوا الاهتمام بسبب التنافس مع الابطال اليابانيين الكبار. لكن التنافس يتراجع مع وجود بطل واحد فقط وأبرز خروج بعض النجوم تراجعها.