افتتح وزير الزراعة الدكتور فهد عبدالرحمن بالغنيم اللقاء الثاني للبيوت المحمية الادارة والانتاج والذي نظمته الغرفة التجارية الصناعية بالرياض في مقرها بحضور حشد من خبراء الزراعة والمختصين واساتذة الجامعات والمسؤولين بوزارة الزراعة. واكد وزير الزراعة الدكتور فهد عبدالرحمن بالغنيم على اهمية القطاع الزراعي الذي يعد احد الركائز الهامة لاستراتيجية التنمية الاقتصادية في المملكة ويساهم في تحقيق العديد من الاهداف يعد اهمها إحداث تغيير في بيئة الاقتصاد الوطني وتحقيق مستوى مقبول من الامن الغذائي وتنويع القاعدة الانتاجية والاستفادة المثلى من الموارد المتاحة وتحسين الكفاءة الاقتصادية والتسويقية. وقال ان الدولة سعت الى تحقيق هذه الاهداف المخطط لها من خلال تنفيذ العديد من السياسات والبرامج مثل توزيع الاراضي البور مجانا ومنح الاعانات والقروض الميسرة بدون فوائد فضلا عن تقديم كافة الخدمات الفنية والارشادية والبحثية والتدريبية ومشاريع البيئة الاساسية. واشار وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم الى تحقق العديد من الانجازات والنتائج الجيدة عبر توفير مختلف السلع الزراعية في جميع مناطق المملكة بالكميات الكافية والجودة العالية وبالاسعار المناسبة اضافة الى تصدير الفائض للدول المجاورة. واضاف الى الاستفادة من اساليب التقنية الحديثة ومنها اسلوب الزراعة في البيوت المحمية مشيرا الى انها تعتبر اسلوبا زراعيا متطورا وعاملا فعالا لزيادة الانتاجية الزراعية في محاصيل الخضراوات ونوعا للعمل على سد الاحتياجات الغذائية المتزايدة الى جانب مساهمتها في التغلب على الكثير من المشاكل التي تواجه الزراعة المكشوفة. ومضى يقول ان الزراعة في البيوت المحمية تحافظ على المواد النادرة وخصوصا الموارد المائية التي تعتبر احد المحددات الرئيسية للانتاج الزراعي الى المملكة. واضاف ان الزراعة في البيوت المحمية تعتبر احدى الوسائل التقنية الحديثة التي اهتمت بها المحكمة في عام 1398ه بطاقة انتاجية 1400 طن خضار في منطقة الرياض بعدها توالى اصدار تراخيص البيوت المحمية ليصل عددها الى 671 مشروعا بطاقة اجمالية مرخصة قدرها 574 الف طن خضار حتى نهاية 1423ه. واثنى وزير الزارعة على عقد اللقاء الثاني للبيوت المحمية تحت موضوع الادارة والانتاج ووصفه بانه يعد فرصة لاستعراض جميع النواحي الفنية والادارية والتسويقية لهذا المجال الهام واقتراح الحلول المناسبة للتغلب على كافة المشاكل التي تواجهه. واوضح ان مشاريع البيوت المحمية تعاني عدم توافر الكفاءات الادارية المؤهلة وذات الخبرة العالية فضلا عن النواحي الفنية المتعلقة بالانتاج مثل الري والتسميد والامراض وتقييم واختيار الاصناف المناسبة لها اهمية واضحة في الزراعة المحمية مؤكدا على ان الانتاج الجيد والادارة المؤهلة ستساهم في تحقيق الاهداف المنشودة لهذه الصناعة الهامة. وأعرب الوزير عن شكره لغرفة الرياض على حرصها واهتمامها بعقد اللقاءات والندوات العلمية الخاصة بالقطاع الزراعي. ومن جانبه اكد نائب رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالعزيز بن محمد العذل في كلمته على الدور الهام الذي تؤديه البيوت المحمية في الانتاج الزراعي والتي اثبتت نجاحها وفعاليتها في التغلب على مشكلات بيئة انتاج العديد من المحاصيل الزراعية وخاصة الخضار والفاكهة في المملكة مشيرا الى قسوة المناخ وشدة الحرارة وقلة توافر مصادر المياه الطبيعية وندرة الامطار كأسباب رئيسية لضرورة استخدام هذه التقنية في الزراعة بالمملكة. واشار العذل الى الدعم الحكومي المتمثل في وزارة الزراعة في تقديم كل صور الدعم والرعاية لمشاريع البيوت المحمية من خلال تقديم القروض والاعانات وتشجيع التوسع في هذه المشاريع عقب نجاحها وإسهامها في توفير احتياجات الغذاء للسكان وتحقيق الاكتفاء او الاقتراب منه في العديد من الخضراوات والفواكه. واكد على التطور الواضح في عدد مشاريع انتاج الخضار بواسطة البيوت المحمية مشيرا الى انها قفزت من 61 مشروعا تنتج 13 الف طن عام 1983 الى 320 مشروعا تنتج 381 الف طن عام 2001م. ودعا العذل الى ضرورة البحث المعمق وفق اسس علمية وتطبيقية كافة القضايا والمشكلات التي تواجه صناعة البيوت المحمية من اجل بلوغ الحلول الناجحة وتنمية هذه الصناعة والحفاظ على مكتسباتها تأكيدا للمقولة التي سبق ان اعلنها خادم الحرمين الشريفين من ان الامم التي تملك قوتها هي الامم التي تملك حريتها. كما اكد عضو مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض رئيس اللجنة الزراعية بالغرفة محمد عبدالله ابونيان ان اللقاء يأتي ضمن اللقاءات البناءة التي ترسخ وتؤكد التعاون الوثيق بين الغرفة والجهات الحكومية ذات الاهتمام والاختصاص بالمجال الزراعي، كما يأتي ضمن منظومة من اللقاءات التي تعقدها اللجنة الزراعية اسهاما منها في توصيل رسالتها الهادفة للرقي بالقطاع الزراعي من خلال مد جسور التواصل بين افراد القطاع من كافة الفئات لينعكس بشكل مباشر على مساهمة هذا القطاع الايجابي في الاقتصاد الوطني. وقال ان اللقاء يجسد اهمية تقنية البيوت المحمية في الزراعة للتغلب على مشكلة بيئة الانتاج وموسميته ولتساهم في حل مشكلة توفير الغذاء للسكان والتي تعتبر من اهم مشاكل الغذاء في الوقت الحالي ومن اهم القضايا المعاصرة التي تواجه العالم نظرا للزيادة في النمو السكاني وقلة المصادر الغذائية وتزايد الطلب عليها حيث لا يزال نصيب الفرد من المواد الغذائية في كثير من الدول النامية اقل من احتياجاته الغذائية. واعرب ابونيان عن رغبته في ان يثمر هذا اللقاء عن نتائج تضيف خطوات جديدة لدعم وقوة صناعة البيوت المحمية التي اكدت نجاحها في توفير المياه وزيادة الانتاجية من المنتجات الزراعية.