التقت جماعة حوار في نادي جدة الثقافي مساء الثلاثاء الماضي لقراءة رواية (مسرى يا رقيب) للكاتبة رجاء عالم والفنانة التشكيلية شادية عالم وقد كانت جلسة استثنائية للقراءة الجريئة التي قدمها الناقد علي الشدوي. (مسرى يارقيب - سرد الغندرة) ابتدأ الشدوي قراءته قائلا: يفتح اسم رجاء عالم لدى المتلقى افق انتظار هو الاشتغال على الامكانات الادبية للحكاية. ان ما عبرت عنه بالذهب الزائد عن الحاجة في لوحات شادية عالم ربما يمثل رمزيا هاجسا ثابتا عند المرأة هو الاغراء. العجائبي قد يكون ضعيفا في مسرى يارقيب وطرح سؤالين: ايوجد شك في العالم الذي ننتمي اليه؟ اهو هذا العالم ام عالم مغاير؟ والسؤالان يتعلقان بعدم التيقن من شخصية جواهر (الشخصية المحورية في النص) واضاف الشدوي: لقد وظفت مسرى يارقيب تحولات لا تمس جوهر ولا نجاح العجائبي واسوأ من ذلك انها رصت اسرارا غير محددة بغية خلق جو من الاثارة حيث اثقلها التحذلق وقادها الى نفق ميت حيث لاشيء سوى الزهو باجادة اللغة. ان ما يمكن ان استعيره لسرد رجاء عالم في مسرى يا رقيب هو (سرد الغندرة) اعني الخيلاء والتباهي بالمعرفة وسردها بطريقة استعراضية. يمكنني القول لرجاء عالم انني اتصور انها موهوبة ومن الخطأ ان تقتل موهبتها بهذه (الغندرة). ان وراء ما اوردته (رجاء) حمى من السرد لا يمكن ان تكون في النقل الماهر الامين الذي قامت به، واذا كانت الرواية فنا فان من حقها فيما اتصور ان تكون اكثر من مجرد النقل من الكتب. وبهذه القراءة التأويلية يختتم الشدوي ورقته النقدية. المداخلات اول المداخلين سهام القحطاني تساءلت: لماذا لا نقرأ الرواية وفق المنهج الاسطوري؟ وان الرواية وقعت في مأزق تزاحم الصور وهو ما اشار اليه صالح القرني وتحدث الدكتور محمد ربيع الغامدي عن التنافر البعيد المؤلفة والمتلقي وتساءل هل هذه الروائية استثناء من الخطاب الروائي ولماذا؟ وقالت القاصة نورة المري: ان الكاتبة لم تنجح في توظيف العجائبي! وان الشدوي لم يوفق في توظيف الارقام عندما تتطرق اليها! اما رئيس تحرير مجلة (الحج) حسين بافقيه فقد تناول جراة الشدوي في تكسير صنمية بعض النصوص وان الكاتبة تكرر نفسها في مجمل اعمالها؟ واضافت حليمة مظفر ان الرواية اتعبتني في البداية لكنها كانت ممتعة في النهاية وتطرقت الى الفوضى في التراكيب والاسطورة. وقال الصحفي كامل صالح: ان رواية مسرى يارقيب رحلة البحث عن الذات وتساءل هل هي محاولة لوصل العالم السفلي والعلوي؟ اما القاص محمود عبيدالله فقد تحدث عن الرواية انها متغطرسة وغامضة وان الجنس الادبي لا يوحي انها رواية. والمرأة مليئة بالاسرار والغموض. وقالت لطيفة قارئ: من المشكلة ان تصدر كاتبا ما ان يمثل نموذجا للكتابة وتحدث حسين المكتبي عن الاستعراض اللغوي في النص وان سلطة الانثى تلاحق الاسماء ذات الدلالة الانثوية. قال الروائي عبده خال: رجاء عالم مثيرة ما بين الاعجاب بها وما تكتب. الرواية اذا احتاجت الشرح والبحث تعد اشكالية في التلقي والكتابة.واضاف الدكتور عالي القرشي ان رجاء عالم كسرت التلقي البارد وانها تمزج ما بين الاشياء والكائنات في خلق عوالم خاصة. وصنف احمد الشدوي (النص) بانه ينتمي الى النصوص التي تهتم بالنموذج التشظي واللا تقريرية وتدع الى خلق اساطير جديدة. وذكر عبدالرحمن عون ان الكاتبة تتعبقر بما كتبته في مسرى يا رقيب. اما الناقد سحمي الهاجري فقد تطرق في ورقة تأويلية موازية تحدث فيها عن الجذر الاولي لمادة الحكي وتأويلاتها. واختتم الشدوي تعليقات الحضور بالردود السريعة والعميقة وهمس لي احد الحاضرين بان الشدوي (متميز في ردوده اكثر من الورقة). عبده خال