يعتبر كتاب(الشعر الحديث في الاحساء) اول دراسة اكاديمية مختصة في أدب الاحساء اصدرها الشاعرالدكتور خالد سعود الحليبي الذي لم يقف عند حدود العنوان بل شمل بدراسته جميع الجانب الممكن تناولها ضمن الدراسة جغرافيا واجتماعيا وثقافيا وادبيا. وعلل الحليبي دوافعه للكتابة ان شعر الاحساء قبل النهضة المعاصرة يعد أعلى انماط الشعر التي وصلت الينا في الحجاز ونجد والساحل الشرقي ولذلك فإنه يستحق دراسة منفردة تستقرئ مخطوطه ومطبوعه بعد أن تناول بعض الباحثين جزءا كبيرا من مطبوعه من دراسات شاملة, كالدكتور / عبد الله الحامد في كتابه (الشعر في الجزيرة) والدكتورة نورية الرومي في كتابها (الحركة الشعرية في الخليج العربي بين التقليد والتطور). واشار الحليبي الى ان مبحثه الشعري يأتي حلقة وصل متممة لسلسة الدراسات الاقليمية في المملكة , كالادب الحجازي الحديث بين التقليد والتطور للدكتور ابراهيم الفوزان وشعراء نجد المعاصرون لعبد الله ادريس واتجاهات الشعر المعاصر في نجد للدكتور حسن الهويمل والحياة الفكرية والادبية في جنوب البلاد السعودية للدكتور عبد الله ابو داهش والمذاهب الأدبية في الشعر الحديث في جنوب المملكة للدكتور علي صبح والقطيف واضواء على شعرها المعصر لعلي المرهون. وشمل المبحث الشعري الاحساء بحدودها المكانية والزمانية المتمثلة في ثلاث مدن الهفوف والمبرز والعيون وبضع واربعين قرية وامتد زمنيا من القرن الرابع عشر الهجري باعتباره يمثل انطلاقة الشعر الحقيقية من قيود التخلف في عصور الضعف الأدبي. وقسم الباحث الكتاب الى خمسة فصول يتقدمها تمهيد يتناول البيئة جغرافيا واجتماعيا وثقافيا ويضم مبحثا يدرس الشعر خلال ثلاثة قرون قبل الفترة المدروسة(1001 1300ه) ويشير الى بوادر الانتعاش في نهاية القرن الثالث عشر الهجري. ويتناول الفصل الأول الاسباب الرئيسية في انتعاش الشعر خلال القرن الرابع عشر الذي يعد الاستقرار في العهد السعودي والنهضة الحديثة اضافة الى ميل بعض الحكام الى الشعر والمجالس الادبية والصحافة أهم مرتكزات هذا الفصل. ويدرس الفصل الثاني مصادر الشعر التي اعتمدت عليها الدراسة الادبية دراسة تعرف وتوثق تشمل المطبوع والمخطوط. اما الفصل الثالث فيتناول موضوعات الشعر فيحدد مرتبة كل غرض بين الاغراض من حيث الكمية ويذكر أبرز شعرائه ويستعرض اهم أفكاره ويوضح سماته وخصائصه ويحاول تقييمه موضوعيا وفنيا مستشهدا على كل ذلك بشواهد مختصرة. وجاء الفصل الخامس ليقيم موازنة عامة بين الشعر في الاحساء وبقية مناطق المملكة في الموضوعات والخصائص الفنية والشعراء وتعرض لقضيتين لم يرد لهما ذكر في البحث مشاركة المرأة في النهضة الشعرية وترجمة الشعر الاجنبي ثم وصلت الموازنة الى تحديد موقع الشعر الحديث في الاحساء على خارطة الشعر في المملكة. اسم الكتاب: الشعر الحديث في الاحساء المؤلف: د. خالد سعود الحليبي الناشر: نادي المنطقة الشرقية الأدبي عدد الصفحات: (480)