يعيش بيننا.. يتكلم ويسمع.. يأكل ويشرب.. بل هو (حي) بكل ما تملكه هذه الكلمة من معنى.. إلا انه فقد جزءا من جسده.. او يوجد خلل ما في خلقته.. يجلس بين الناس مبتسما بريئا.. وفي عينيه بريق لامع نادرا ما تراه.. بينما الكل يرمقه بنظرات غريبة مترددة.. الأطفال يهربون خوفا.. حتى الكبار يتغامزون عليه ويؤشرون اليه .. وكأن المعني لا يرى.. ولا يسمع.. كأنه قطعة من ذلك الجدار. يصرخ المعاق وفي جوفه تتراكم الهموم والأحزان.. لا تنظروا لي بهذه الطريقة.. ولا تسمعوني هذا الكلام.. فخلف ذلك الجسد المعاق قلب ينبض وعقل يفكر.. وروح حساسة جدا.. ملؤها الأمل والتفاؤل.. كم من معاق درس وتعلم ونال اعلى الشهادات مثل او أفضل من ألف صحيح.. ليخدم بها وطنه قبل نفسه.. ولكن ما زال المجتمع يعيبه بالإعاقة. بينما نرى غيره أشخاصا معافون من كل مرض, لا يعانون شللا .. وهم كاملو الجسم والعقل.. لكنهم فاشلون وعاطلون.. عالة على أهلهم ومجتمعهم.. وجوههم شاحبة سوداء وكأن علامات غضب ربهم ظاهرة عليهم في دنياهم.. لم يحاولوا ان يغيروا ما بأنفسهم يوما لشدة افتتانهم بحياتهم وطيشهم.. ولكننا لا نشعر بأي خوف او كره تجاههم.. فيا ترى من منهم يستحق منا نظرات الإشفاق والرحمة.. او الخوف والنبذ.. المعاقون جسميا ام المعاقون فكريا وعقليا؟ ارجوكم لا تؤذوا يوما معاقا.. سواء بالنظرات او الكلام.. فأرواحهم حساسة جدا.. وإعاقاتهم كانت بقضاء الله وقدره.. هكذا ارادة الله ومشيئته لهذا الانسان وربنا اعلم بذلك فلنتخاطب مع من حولنا بلغة عقولهم وأرواحهم.. لا أشكالهم. وصايف ابراهيم الخويطر