دخلت اقتصاديات دول منطقة العملة الاوربية الموحدة لاثنتي عشرة عاما جديدا من الركود في ضوء البيانات الاقتصادية التي صدرت عن هذه الدول مؤخرا والتي تؤكد أن معدلات النمو أقل كثيرا من التوقعات. ففي حين كشفت بيانات دول منطقة اليورو ككل بما فيها الدول الثلاث الكبرى ألمانياوفرنساوإيطاليا عن تجاوز المنطقة في نهاية العام الماضي لحالة الانكماش والركود فإن سلسلة التقارير الاقتصادية الاخيرة تؤكد أن التحسن بطيء جدا. يقول رالف سولفين الخبير في الاقتصاد الاوروبي بمصرف (كومرتس بنك) الالماني: إن اتجاه التحسن (الاقتصادي) سيستمر خلال النصف الاول من العام الحالي دون أن يرتفع بشكل ملموس. وكشفت بيانات وكالة الاحصاء الاوروبية التي أصدرتها المفوضية الاوروبية عن أن اقتصاديات منطقة اليورو كانت بطيئة جدا في نموها أواخر عام 2003. فبعد أن حقق اقتصاد دول المنطقة نموا بمعدل4ر0 في المائة خلال الربع الثالث من العام الماضي عاد ليحقق نموا بمعدل3ر0 في المائة خلال الربع الاخير. وكان الخبراء يتوقعون نموا بمعدل4ر0 في المائة خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من عام 2003. وكان معدل نمو الاقتصاد الاوروبي عام 2003 ككل4ر0 في المائة وهو مؤشر إضافي إلى هشاشة التحسن الذي شهده هذا الاقتصاد. وكشفت البيانات الاقتصادية المحلية في دول اليورو عن تحقيق فرنسا معدل نمو خلال الربع الاخير من العام الماضي بلغ5ر0 في المائة ليصبح معدل النمو في فرنسا خلال العام الماضي ككل2ر0 في المائة. في حين حقق الاقتصاد الالماني خلال الربع الاخير من العام الماضي نموا بمعدل 2ر0 في المائة ولكنه سجل انكماشا بمعدل 1ر0 في المائة خلال العام الماضي ككل. ثم جاءت إيطاليا صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو لتعلن أن اقتصادها لم يحقق خلال العام الماضي سوى نموا بمعدل 1ر0 في المائة بعد أن كان قد سجل نموا بمعدل 4ر0 في المائة عام 2002. وعانت إيطاليا انكماشا اقتصاديا خلال النصف الاول من العام الماضي. وفي حين كان معدل نمو الاقتصاد الفرنسي خلال الربع الاخير من العام الماضي هو الافضل بالنسبة لها خلال ستة فصول متتالية فإن أداء الاقتصاد الالماني خلال الربع الاخير من العام كان أقل كثيرا من التوقعات مما يثير المخاوف من أن يتحول الاقتصاد الالماني وهو الاكبر في منطقة اليورو إلى حجر يسحب الاقتصاد الاوروبي إلى أسفل في الوقت الذي ينتعش فيه الاقتصاد العالمي. وبالتزامن مع صدور البيانات الاقتصادية الفرنسية والالمانية أصدرت هولندا صاحبة خامس أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بياناتها الاقتصادية التي كشفت عن تحقيق أول نمو للاقتصاد الهولندي منذ عام خلال الربع الاخير من العام الماضي عندما بلغ معدل النمو 3ر0 في المائة. ومهما يكن الأمر فالبيانات تشير إلى أن الانتعاش الاقتصادي الذي طال انتظار الالمان له يتحرك ببطء شديد في الوقت الذي يتوقع فيه المحللون أن يحقق الاقتصاد الالماني خلال العام الحالي نموا لا يزيد على 7ر1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي. وفي مؤشر يدل على أن فرنسا لن تحقق معدل النمو المنتظر خلال العام الحالي قلص البنك المركزي الفرنسي توقعاته لمعدل نمو الاقتصاد إلى 5ر0 في المائة بدلا من 7ر0 في المائة.