استطاعت جماعة النادي العلمي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة حفر الباطن وبالتعاون مع عدة جهات حكومية وأهلية تنفيذ مشروع تشجير المناطق الصحراوية في موقعين بالمحافظة، بالاستفادة من مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار. وأوضح مشرف النشاط العلمي بالإدارة حسين حبيب الشمري ل (اليوم) أن المشروع يهدف إلى الاستفادة من مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار في عمل مصدات رياح طبيعية من الأشجار (السدر، الطلح، الأثل، بريسوبس) للتقليل من زحف الرمال والتخفيف من العواصف الترابية. وعن الأهداف الرئيسية للمشروع أكد الشمري أنه يهدف إلى التقليل من أضرار وآثار مياه الصرف الصحي على البيئة، عبر الاستفادة منها في ري الأشجار، وإعادة الغطاء النباتي الطبيعي في المنطقة، وإعادة تكاثر الطيور الحيوانات البرية المختلفة، وإعادة الصبغة الجمالية والمناخ اللطيف للمنطقة، خاصة وأن المنطقة الصحراوية تعتبر من أخصب المناطق الصحراوية بالمملكة. وأوضح أن أعضاء النادي العلمي حددوا موقعين لمباشرة العمل بهما كمرحلة أولى، وهما طريق الكويت الدولي جنوب محطة ساسكو (موقع طريق التخلص من مياه الصرف الصحي)، والموقع الثاني في مصب مشروع مياه الأمطار والسيول في وادي الباطن والاستفادة من مياه مغاسل السيارات، وغرس الأشجار التي تتصف بمقاومتها للعوامل الطبيعية والملائمة للمنطقة وعمل أخاديد مستطيلة، يراعى فيها الميلان لانسياب المياه، ويكون عمق الحفرة 30 سم، وعرضها 30 سم، مع الأخذ بعين الاعتبار البعد المناسب بين الحفرة الأخرى من (3 إلى 4 أمتار)، من أجل نمو الأشجار نمواً جيداً، على أن يخصص لكل مؤسسة مخصصة لنقل مياه الصرف الصحي موقع خاص تكون مسؤولة عنه لمدة معينه إلى أن تكبر الأشجار. وعن المعوقات التي تواجههم أشار إلى أن عدم توفر المخصصات المالية اللازمة للمشروع، مع عدم التزام سائقي السيارات والعشوائية في ري الأشجار، بالإضافة إلى عدم حماية الأشجار من الرعي الجائر، أو اقتلاعها من قبل بعض المواطنين، وأخيراً عدم توفر الخبرة الفنية في حفر المواقع وزراعته وسقايته وحمايته. وأكد الشمري أن النتائج المتوقعة من المشروع تكمن في زيادة الغطاء النباتي في البيئة المحيطة بالمنطقة، وزيادة تكاثر الطيور والأحياء الحيوانية البرية المختلفة والاستفادة من مياه الصرف الصحي، والتقليل من أضرار مياه الصرف الصحي في مناطق تجمعها، بالإضافة إلى تلطيف الجو في المنطقة. وقال أن هناك عدة جهات مشاركة وداعمة للتنفيذ، هي المحافظة والبلدية وإدارة التربية والتعليم (بنين) وفرع وزارة الزراعة ووزارة المياه ومصلحة الصرف الصحي، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وجمعية المحافظة على البيئة وفرع منظمة الزراعة الأغذية الدولية في المملكة FAO ومديرية الغابات والمراعي بوزارة الزراعة والمؤسسات والشركات المتواجدة بحفر الباطن. أما عن الرؤية المستقبلية للمشروع فأوضح مشرف النشاط العلمي أنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من المشروع لابد من التطلع إلى تنفيذ المرحلة الثانية الأخيرة منه، وهي الخطة التي لابد من تضافر الجهود لإنجازها، حتى يتحقق ما نصبو إليه بالتقليل من زحف الرمال والعواصف الترابية، وتحويل الصحراء إلى غابات خضراء، إذا ما تم تبني هذا المشروع ودعمه من قبل الجهات المختصة في الدولة. ويمكن تلخيص الرؤيا المستقبلية للمشروع في زيادة زراعة مصدات الرياح في المناطق المحيطة بحفر الباطن، من جميع الجهات، و زراعة وتشجير الطرق الدولية التي تشرف عليها المحافظة، وإنشاء محطة معالجة الصرف الصحي في مدينة حفر الباطن، للاستفادة منها في ري أشجار المشروع، بالإضافة إلى عمل شبكات الري بالتنقيط لري الأشجار المزروعة في جانبي الطريق، الأمر الذي يساعد على عدم هدر المياه. والاستفادة من محطة الصرف الصحي في مدينة الملك خالد العسكرية، بري وتشجير المناطق المحيطة بالمدينة العسكرية، والطريق الذي يربط حفر الباطن بالمدينة العسكرية. وتمنى الشمري أن ينجح المشروع، ويحقق الهدف المنشود منه في تحويل صحارى حفر الباطن إلى جنة خضراء. أشجار غرست في المشروع